عمارة الجامع العتيق في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


يعد الجامع العتيق في ليبيا من المساجد التي بنيت على النمط العثماني، حيث يعد من أهم وأعظم الإنجازات في ليبيا، ويعد المسجد العتيق ومسجد عثمان هما المساجد الوحيدة المنحدرة من أصل عثماني في ليبيا

خصائص الجامع العتيق في ليبيا

يتطابق الجامع العتيق مع جامع عثمان تتطابقاً جوهرياً من حيث التصميم ومن حيث الفضاء الداخلي، وإن الفوارق الوحيدة بينهما تتمثل في وجود أربع قبيبات ركنية شبه بيضية بدلاً من كروية، وفيه شرفة داخلية واحدة بدلاً من ثلاث وفي أبعاد أكبر قليلاً وذلك في الجامع الأول بالنسبة إلى الثاني.

ولذا فإن تميز الجامع العتيق عن جامع عثمان ليس متعلقاً بطبيعة الفضاء الداخلي، ولكنه يتعلق بالزخرفة التي جاءت أكثر اتقاناً سواء على الهياكل أو المساحات، ولو أمعنا النظر مثلاً في الدعائم في الجامعين كلاهما لوجدنا ان تصميم الدعامة في جامع عثمان قد حصل بتشابك مستطيلين مع مربع، ولاحظنا في الجامع العتيق نفس الشيء ولكن في قمة الدعامة فقط حيث ترتكز العقود، كما يبدو أن لبدن الدعامة شكلاً أجمل مما يضفي عليها في النهاية نوعاً من العظمة والجلال.

وصف الجامع العتيق في ليبيا

إن القبة في المسجد العتيق جاءت مضلعة من الباطن والظاهر على حد سواء، إلا أن هذه الأضلاع الباطنية والظاهرية لا تتطابق معاً، ويلاحظ المرء في قاعدة القبة تشكيلة من ثماني نوافذ منتفخة بأقواس مدببة وتبدو هذه النوافذ من الداخل عبارة عن شرفات مجهزة بدرابزين، بينما تحفها من الخارج أقواس دائرية، وأما المثلثات الكروية فقد جاءت مزدانة بمسطرة شكلت موضعاً هندسياً ثم ارتبطت بزخارف قاعدة القبة.

إن المحراب للجامع العتيق يتميز عما سواه من المحاريب المتوافر في ليبيا؛ وذلك لاشتمال أعلى جوفته على حلية في شكل صدفة بحرية مع زهرة بدلاً من الجوفة المعهودة التي قوامها ربع قبة، ومن الملاحظ أيضاً أن قوس فتحة المحراب جاء مزدوج الشكل، نصف دائري من الوجه الأسفل ومنخفضاً من الحد الأعلى (علماً بأن الأقواس المنخفضة موجودة بوفرة في المعمار العثماني)، وإن ذلك كله جاء محاطاً بإطار يعلوه شباك وإن كسوة من الزليج تغطي جزءاً من المساحات المنبسطة.


شارك المقالة: