يقع فندق الزهر على مقربة من جامع أحمد باشا القره مانلي، وقد أقام بناءه نفس الوجيه قرجي الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس الجامع المسمى باسمه، وإن صحت الروايات فإن عهد تشييد هذا الفندق يعود إلى النصف الأول من القرن السابع.
خصائص فندق الزهر في ليبيا
لقد جرت العادة على أن يكون للفندق التقليدي فناء واسع مربع الشكل تقريباً، إنما فندق الزهر المنحصر بين شارعين متوازيين ومتقاربين يمتد طولاً أكثر منه عرضاً، وبالتالي فقد جاء بناؤه مستطيل الشكل، وإذا أردنا اعتبار هذه الفصيلة كميزة أصيلة وطريفة كان لزاماً علينا أيضاً الاعتراف بان الفندق الذي نحده بصدده الآن ليس له ميزة أخرى ينفرد بها عن سواه.
وفي الحقيقة تظهر لنا كعمارة من طابقين تشمل على عدد لا باس به من الحجرات المنفتحة على فناء داخلي، وأن ذلك في حد ذاته لأمر عادي جداً في بلد يدين أهله بدين الإسلام.
كما أن ركنه الجنوبي في الطابق الأرضي كان يضم مطبخاً، بينما المراحيض كانت ومازالت تحتل مكانها في الطابق العلوي، وفي الوقت الراهن تستخدم حجرات الطابق الأرضي بالدرجة الأولى كمخازن لإيداع السلع بحيث أن حجرات الطابق العلوي مؤجرة لبعض الحاكة الذي نصبوا فيها ويزاولون فيها حرفتهم.
وصف فندق الزهر في ليبيا
ومن المحتمل أن يكون هذا الفندق قد شهد حتى في أحقاب غابرة ازدهار بعض النشاطات الحرفية، إذا لم تكن ترد إليه بعض السلع المصنعة فحسب، ولكن السلع نصف المصنعة والمواد الخام أيضاً، وأما الآن فقد أضحى هذا النوع من المباني كناية عن مستودعات ومعامل صغيرة تكاد تفقده وظيفته الأساسية كنزل لاستضافة المسافرين والغرباء.
أما فيما يتعلق بهيكل هذه البناية فنقول أن جميع سقوفها جاءت عبارة عن قبوات مستطيلة أو متقاطعة مثل قبوات الردهة والأروقة السفلى، ويستثنى من ذلك أروقة الطابق الأعلى التي جاء سقفها مصنوعاً من ألواح خشبية تحملها جوائز. وتنفتح الأبواب غالباً في عقود مستديرة تحدد منابتها طرات صغيرة، وأما الأعمدة فجاءت من حجر جيري رخو وليس لها قواعد وتكللها تيجان متساوية في العدد تقريباً.