تقع قلعة الشغور على بعد عشرة كيلو متر من مدينة جسر الشغور، وتبعد حوالي خمسة وستون كيلو متر عن اللاذقية وستين كيلو متر عن غرب مدينة إدلب، بنيت القلعة على قمة جبل مرتفع محاطة بالينابيع والكهوف والمياه والمغاور.
خصائص عمارة قلعة الشغور في سوريا
بينت المواقع الاثرية والدراسات والأبحاث أن قلعة الشغور كانت ذات مكان استراتيجي مهم في إدلب، إذ وقت القلعة على مفترق طرق كانت في غاية الأهمية في تلك الوقت، حيث كانت بين اللاذقية وأنطاكية، لذلك كانت القلعة في تلك الوقت من المحطات المهمة لتلك المناطق التي تتوسطها، نسب للقلعة اسم الشغور وذلك نسبة إلى قرية الشغور، حيث تعني الشاغر أي السكن، وكما سميت القلعة بتسمية أخرى هي بكاس، وتعني الكأس المقلوب الذي يحيط به الماء الوفير والصخور.
تمتع القلعة بتصميم معماري متميز، حيث كان أكثر ما يميز هذه القلعة الدهاليز الكثيرة، حيث كان بعضها مخفي للغاية، ويقال أن بعض من تلك الدهاليز كانت توصل بقلعة أنطاكية.
مواصفات قلعة الشغور في سوريا
بعد الدراسات التي أجريت على القلعة تبين أن أول من سكن القلعة هم الشغور، والشغور هم الآراميين، وقد تم معرفة ذلك عن طريق الكتابات والنقوش التي وجدت في القلعة، حيث كتبت باللهجة الآرامية، وهذا يدل على وجودهم في القلعة وأنه تم بناء القلعة في عهدهم، بعد ذلك سكنت القلعة من قبل التدمريين، وقد استعمرت القلعة لفترة طويلة من قبل الصليبيين، حيث يعد صلاح الدين الأيوبي هو اول من حرر القلعة من المستعمرين الصليبيين.
احتوت القلعة على عناصر معمارية كثيرة، حيث ضمت حصنان كبيران ولكن بسبب موقهما الجغرافي وتلاصقهما من بعضهم البعض تم اعتبارهم حصن واحد، حيث سمي الحصن الذي يقع على الجهة الجنوبية حصن الشغر والحصن في الطرف الآخر بكاس.
كما أحاط القلعة العديد من الخنادق الطبيعية، وذلك زاد من تحصين القلعة، حيث يصعب القوات المحاربة الوصول إليها، حيث تعرضت القلعة إلى العديد من الحروب في أيام الصليبيين، كما احتوت القلعة على بئر كان منحوت في الصخر سمي بئر برشم، يصل هذا البئر إلى ارض الوادي في النهر ويصل عرض النهر إلى ثلاثة أمتار.