عمارة قلعة المضيق

اقرأ في هذا المقال


تعرف هذه القلعة باسم أفامية، واعتباراً من القرن السابع عشر أصبحت تسمى بقلعة المضيق، أما عن الاسم القديم لها فقد كان أباميا، وبالنسبة للغة الفرنجية فقد كانت تسمى باسم أفاميا أو لافامي، وهي مدينة صغيرة محصنة في الشعاب الجنوبية الغربية للهضبة المرتفعة في شمال سورية، كما أنها تربض فوق تلة صخرية معزولة تطل على وادي نهر العاصي المستنقعي (الغاب).

وصف عمارة قلعة المضيق

يعتقد أن المستوطنة التي كانت قائمة في العصور الوسطى كانت تشغل منطقة المدافن من أفامية القديمة، وهو بالذات موقع المستوطنة الأقدم، لأن التل الذي تقوم عليه المدينة الحالية مدين بلا شك بقسم من ارتفاعه إلى الأطلال التي تركها المستوطنون على مر العصور.

تتآلف دفاعات القرون الوسطى من سور خارجي بسيط مقوى بأبراج زاوية مستطيلة، كما أن البوابة الرئيسية الموجودة في الجنوب كانت قد حصنت تحصيناً قوياً بإضافة برجين ضخمين إليهما، ولقد شيدت التحصينات بأكملها تقريباً من مواد أخذت من المباني القديمة.

تاريخ عمارة قلعة المضيق

دمرت المدينة القديمة على يد كسرى الأول (خسرو) ملك الفرس وفقدت أهميتها السابقة، وبعد الفتح العربي أصبحت مقراً لحاكم عربي محلي، وفيما بعد نزعت بقاياها القديمة تدريجياً لتستخدم كمواد لبناء سامراء، فشل بوهمند أمير أنطاكية في محاولته الأولى للاستيلاء على هذه النقطة الاستراتيجية إلا ان النزاع العربي الداخلي شجعه على معاودة الكرة.

سقطت المدينة في يد بوهمند الثالث بعد حصار طويل الأمد، وتحولت إثر ذلك إلى قاعدة انطلاق قوية للحملات الفرنجية ضد الأراضي العربية الداخلية، كما قام نور الدين سلطان حلب باسترداد القلعة، حيث أصيبت التحصينات بأضرار فادحة نتيجة الهزة الأرضية الشديدة، ومن المرجح أن يكون الفرنجة قد احتلوها إثر ذلك ولفترة وجيزة، كما حدثت أضرار أخرى أثرت على القلعة نتيجة الهزة الأرضية، وبعد ذلك جرت أعمال الترميم إعادة بناء مكثفة وذلك على يد نور الدين.

ظلت المدينة في يد المسلمين وفي رعاية سلسلة من الحكام العرب، كما تم إدخال العديد من التحسينات المستمرة على دفاعاتها وذلك في سنة 1205 وسنة 1226 (طبقاً للنصوص المسجلة المحفورة)، وذلك منذ أن أصبحت قاعدة للهجمات العربية ضد المناطق التي يحتلها الفرنجة.

فقدت قلعة المضيق أهميتها بعد القرنين الرابع عشر والخامس عشر وهي الآن مجرد ضيعة ريفية متواضعة ظلت على حالها دون تبدل حتى الوقت الحاضر.


شارك المقالة: