عمارة قلعة رودس

اقرأ في هذا المقال


رودس مدينة وقلعة تقع على الطرف الشمالي لجزيرة رئيسية من جزر الدوديكانيز وتحمل الاسم ذاته، وكانت مقر قيادة فرسان القديس يوحنا أو الإسبتارية لمدة تزيد عن قرنين من الزمن بعد طردهم من الأراضي المقدسة.

وصف عمارة قلعة رودس

أعاد الإسبتارية تشييد قلب المدينة الأصلية إلى جانب المرفأ الرئيسي القديم خلال النصف الأول من القرن الرابع عشر وحصنوها تحصيناً قوياً بعد ذلك، وبفضل حالتها الجيدة التي حفظت بها وعمليات الترميم واسعة النطاق التي جرت فيها خلال الخمسين عام الماضية، فإن هذه المدينة تقدم لنا فكرة جيدة عن عمارة المدن الفرنجية في المشرق، ويمكن أن تكون دليلاً لنا على المظهر السابق للمدن الساحلية في سورية وفلسطين باعتبارها المثال الوحيد الذي مازال قائماً.

وهي في الأصل مصممة طبقاً لنماذج القرون الوسطى (منظومة الأسوار الرئيسية والخراجية مع أبراج بارزة عنها)، وكان لابد من تقوية الدفاعات من أجل تأمين تركيب مدفعية فيها وتكييفها، بحيث تصمد أمام طرائق الحصار الجديدة، بعد أول هجوم تركي ضدها في العام 1480، وتعتبر التحصينات الباقية منها نموذجاً انتقالياً للأشكال الإيطالية الأولية في منظومة الحصون الحديثة.

تاريخ عمارة قلعة رودس

كانت رودس في غابر الزمان مركزاً تجارياً مزدهراً، استولى العرب عليها في العام 654، ثم استولى عليها البيزنطيون بعد ذلك وظلت في حيازتهم كمرفأ بحري صغير قليل السكان حتى احتلها الإسبتارية، شرع الفرسان الذين هربوا إلى قبرص بعد سقوط عكا في غزو الجزيرة في العم 1306 بعد أن نزلوا فترة قصيرة على ساحل آسيا الصغرى.

وفي عام 1310 ميلادي حاصر مقدم الإسبتارية فولكو دو فيلاريه المدينة واستولى عليها وشرع للتو في تحسين دفاعاتها، استمر العمل في التحصينات دون انقطاع تقريباً تحت إشراف المقدمين المتعاقبين سواء في رودس أو في  قلعة بودرم الإسبتارية فيما بعد.

وفي عام 1314 ميلادي غالباً ما كان البناء محصوراً في الجزء الحصين من المدينة أي البلدة الداخلية الذي يضم قصر مقدم الطائفة والأحياء السكنية للفئات القومية المختلفة من تلك الطائفة، وفي أواسط القرن الرابع عشر زيد في مساحة المدينة بإضافة ما يسمى برغس أو الحي السكني الخارجي.


شارك المقالة: