قلعة عتليت أو ما تسمى بقصر الحجيج هي قلعة متداعية وبلدة تقع في شبه الجزيرة جزيرة صخرية، تقع هذه القلعة على بعد حوالي عشرة أميال جنوبي ميناء حيفا (فلسطين المحتلة)، كانت القلعة محمية من جهة البر بخندق مائي عميق وسور متقاطع قوي له ثلاثة أبراج متينة مشادة في داخله.
وصف عمارة قلعة عتليت
أما التحصينات من جهة البحر فهي أكثر تصدعاً ولم يكشف عنها بعد، إلا أنه من الواضح أنه كان يوجد برج محصن خلف السور الخارجي والفناء الأمامي الذي يتخلله، وقد عززت جوانب هذا البرج المحصن بأبراج بارزة (مثل البرج المحصن في قلعة الداوية في طرطوس)، بينما اختصت الإسطبلات والأحياء السكنية والمستودعات بالأبنية المتاخمة للشاطئ الصخري، كما جرى التنقيب جزئياً عن المنطقة المأهولة من البلدة (في حدود 600 ياردة طولاً و150-200 ياردة عرضاً)، ويركز التنقيب على الحمامات والكنسية والإسطبلات، وكانت هذه محصنة تحصينا خفيفاً بسور واحد.
تاريخ عمارة قلعة عتليت
وخلال 1217-1218 ميلادي شيد غوتييه دافين قلعة جديدة بمساعدة العديد من الحجاج (حملت اسمهم قصر الحجيج) وعدد من أعضاء طائفتي فرسان الهيكل والتوتون لتحل محل القلعة الداوية القديمة التي تبعد حوالي ميل واحد عنها، وأثناء عمليات البناء قام الدواية بالكشف عن أساسات الأسوار التي كانت تعود في يوم ما إلى مستوطنة فينيقية قديمة صغيرة وعثروا على كنز من النقود المعدنية، وأعيد استخدام تلك الأساسات بينما صرفت النقود الذهبية من ضمن نفقات البناء.
وخلال الفترة ما بين 1219-1220 تعرضت القلعة، وهي قيد البناء إلى هجوم عربي أولي ثم حوصرت في السنة التي تلت، إلا أن قوات الملك المعظم انسحبت بعد شهر دون أن تنجز شيئاً، وخلال الفترة في عام 1229 زار الإمبراطور فريدريك الثاني القلعة بعد أن امتنع عن المطالبة بها نتيجة تهديدات شديدة أطلقها الدواية.
وفي عام 1291 أجبر الفرنجة على مغادرة القلعة بعد سقوط عكا وانسحبوا إلى قبرص، وأصبحت قلعة عتليت عاصمة إقليمية صغيرة شغلتها حامية مملوكية صغيرة، ظلت القلعة حتى فترة كبيرة من أوائل القرن التاسع عشر كمصدر لمواد البناء من أجل دفاعات عكا وكانت النتيجة أنه تم إزالة القلعة كلها تقريباً.