عمارة مدرسة عثمان باشا في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


حكم عثمان باشا الساقزلي البلاد الليبية من سنة 1649 إلى 1672 ميلادي، وكان ضابطاً مقداماً ورجلاً حازماً أثبت أنه إداري على جانب من الحذق والوعي والدراية، لقد بذل بالغ اهتمامه بالحركة العمرانية في العاصمة، ومن ضمن المشروعات التي أنجزت في عهد ولايته مدرسه بنيت في عام 1654 ميلادي تفتح على شارع طرغت أسوه بجامع امير البحر التركي.

خصائص مدرسة عثمان باشا

إن تركيب هذه العمارة من أعرق التراكيب التقليدية، إذ انها تشمل على خمسة عشرة خلوة للطبلة موزعة حول صحن يكاد يكون مربعاً وعلى مصلى يمكن استعماله عند الاقتضاء كفصل للدراسة أو كروضة لضريح المؤسس وعلى بعض المرافق الأخرى، وإن جميع هذه العناصر باستثناء روضة الضريح تشكل العناصر الأساسية لأية مدرسة.

إن مدرسة عثمان باشا هي الوحيدة في طرابلس التي كان لها بركة في وسط الصحن، وهو موطن اجمل ما شيد من مدارس في بلدان المغرب العربي قاطبة، نلاحظ دوماً بركة في وسط الصحن، أما البركة التي نحن بصددها فكانت بالأصل من المرمر الرفيع الصنع، ولكنها صارت اليوم مجرد حوض مصنوع من البناء الحجري مملؤ بالتراب حيث تعيش بعض النباتات.

وتفصيلة أخرى تتمثل في أن المدرسة شرقية كانت أو مغربية -عدا حالات نادرة- مجازاً ذا زاويتين متتاليتين، وإن للمدرسة الملحقة بجامع قرجي واحداً مماثلاً ولكن ليس لمدرسة جامع القره مانلي ولا حتى لمدرسة عثمان باشا مثل هذا المجاز، علماً بأن مدخل الأخيرة الذي جاء مربعاً ومقبباً يفتح على الصحن مباشرة.

وصف مدرسة عثمان باشا

يوجد رواقاً ذا قبوات مستطيلة يحيط بالصحن نفسه، وتظهر قبيبة زخرفية في كل من الأركان الشاغرة الثلاثة إذ أن الركن الرابع يختفي وراء مبنى المصلى المكعب الشكل، وإن مصمم العمارة لم يستبعد إقامة القبيبة الرابعة بل فضل تحويلها قليلاً نحو الجنوب زاد بذلك من سوء تناسق تركيب واضح ومستلهم من منطق لا مرونة فيه.

وثمة قبتان بالإمكان مشاهدتهما من الخارج، وهما تسقفان المصلى وروضة الضريح على التوالي، وتحط كل منها على قاعدة في شكل طبلة ثمانية مزدانة بأعمدة صغيرة وتيجان وأطناف وبوائك صماء بينما تزينها من الداخل حشوات بسيطة من الزخارف الجصية.


شارك المقالة: