يمكن تفرد هذا الجامع في مخططه على شكل علامة (زائد) في صورة مربع لا يزيد طول الضلع فيه عن ثمانية أمتار على النمط البيزنطي القديم، وبذلك يكسر القاعدة التقليدية الطليطلية المتمثلة في دور العبادة البازليكية النمط والمونة من ثلاثة أروقة أو أربعة أو خمسة.
خصائص عمارة مسجد الباب المردوم
يتكرر في المسجد الشكل الصيبلي الذي وجد في مسجد تورنرياس لكنه أكبر بقليل، ويبدو أنه ذو طبيعة خاصة وقائم في الطابق الثاني وعكس هذا نجده في مسجد الباب المردوم، حيث كانت هناك واجهتان رائعتان تطلان على الشارع، وفي كل واجهة ثلاثة أبواب وبالتالي فإن المصلى خال من هذه الأبواب، ويلاحظ أن جدار القبلة من الخارج يخلو من العقود اللهم إلا البناء من الدبش المصحوب بمداميك من الآجر، كما أن فراغ العقد المركزي للمحراب غير موجود.
كما أن مخطط المسجد مثل مخطط مسجد تورنرياس ينقصه مفهوم الشكل البازليكي المكون من ثلاث بلاطات أوسطها أكبرها كما أنها مستطيلة وهي بلاطات عادية ولها صدر مستقيم، وهذا يمكن تفسيره في رأي بعض الباحثين بوجود تأثير خارجي ربما كان بيزنطياً طبقت لجومث مورينو، وهو الباحث الذي صمت عن ذكر نماذج محددة لهذا الصنف من المخططات التي لوحظت في مناطق أخرى من العالم الإسلامي.
وصف عمارة مسجد الباب المردوم
تزين مسجد الباب المردوم من الداخل والخارج بعقود وزخارف إسلامية رائعة انتقلت من عمارة الحجر إلى عمارة الآجر وهذا الصنف من انتقال مادة البناء هو ذو طبيعية معاكسة لميلاد العقد المفصص الخلافي في قرطبة، حيث نراه مترجماً هنا بأنه من الحجارة وهو العقد المفصص العباسي المشيد من الآجر، يضم العقد المفصص في ذلك المصلى الطليطلي ثلاثة أو خمسة فصوص لا أكثر وهذا موروث قرطبي لا جدال فيه، هذه العقود هي بمثابة أيقونات مقدسة منذ ظهورها في قرطبة القرن العاشر.
وبالنسبة للعقد الحدوي الشديد الانحناء، حيث نقول إنه من الناحية التقنية مماثل للعقد القرطبي المشيد من الآجر غير ان درجة الأنحناء فيه تتغير لتصل 1/2، إلا أن هناك اختلافاً جوهرياً يتمثل في أن الآجر الخاص بالعقود من الداخل مغطى بطبقة رقيقة من الجص الأبيض.