عمارة منزل وقف الملا

اقرأ في هذا المقال


يعتبر منزل وقف الملا من أهم المنزل الباقية من العصر العثماني، حيث يعد من أضخم القصور والمنازل الباقية من هذا العصر، وقد بنى هذا المنزل الأمير محمد بن طوران والذي عرف القصر باسمه، ويعد منزل الملا من البيوت التي تعرضت للخراب والدمار عبر العصور، حيث كان المقعد من الأجزاء المعمارية الضخمة الباقية من هذا المنزل، كما بني هذا المنشئ في عام 1654 ميلادي/ 1065 هجري، كما أن موقع هذا الأثر العظيم في خان الخليلي، وتحديداً في حارة العدوية المتفرعة من شارع المقاصيص، وقد تم معرفة ذلك عن طريق نقوش كتابية وجود أسفل إزار سقف المقعد الموجود في المنزل.

خصائص منزل وقف الملا في القاهرة

يذكر أن الأمير محمد بن طوران قد قام بإنشاء منزله فوق أنقاظ منزل يرجع إلى الأمير بيبرس الحاجب، حيث ذكر المقريزي أنه كان للأمير ببيرس منزل في نفس موقع منزل موقف الملا، كما تشير العناصر المعمارية الباقية في هذا المنزل أنه كان منزلاً كبيراً، ولكن مع مرور الوقت تعرض للخراب والتعدي، حيث أنه في وقتنا الحالي لم يتبقى منه سوى الناحية الجنوبية الغربية من فناء المنزل، والتي كانت تضم مقعد المنزل والطابق الذي أسفله، إذ أن هذا الجزء ضخم جداً وهذا يشير إلى ما كان عليه المنزل من الاتساع والضخامة.

عمارة منزل وقف الملا في القاهرة

يتكون الطابق الأرضي من المنزل أسفل المقعد من حاصلين تختبوش، حيث إن التختبوش في العمارة الإسلامية هي حجرة مسقوفة من حوش المنزل وتفتح مباشرة على الصحن من الجهة الأمامية، حيث كانت تستخدم لاستقبال الضيوف، وكانت عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تبلغ أطوال أضلاعها ما يقارب 4.80 عرضاً و6.70 طولاً، تم تغطيت أرضية التخبوش بالبلاط الكدان، واحتوى أيضاً على الباب في الضلع الجنوبي منها يبلغ ارتفاعه ما يقارب 1.73 متر، حيث يصل هذا الباب إلى مساحة سمواية مكشوفة موقعها خلف الدور الأرضي.

وإلى الشمال من فتحت التختبوش كان يوجد حاصلين يطل كل منهما على الفناء المنزل عن طريق يصل عرضه إلى حوال 1.00 متر، وقد احتوى المنزل على فناء كبير جداً مكشوف كان تلتف حوله جميع عناصر المنزل، وقد فرشت أرضية هذا الفناء بالبلاط الكدان، كما احتوى الطابق الأرضي من المنزل على مجموعة من الغرف تلتف حول الفناء، والطابق الأول احتوى على أهم عناصر المنزل، وهو المقعد الذي كان يطل على فناء المنزل، وقد احتوى المنزل على العديد من النقوش الكتابية التي بينت تاريخ التأسيس المؤسس كما احتوت على العديد من الزخارف النباتية والهندسية.

خصائص مقعد منزل وقف الملا

يعتبر مقعد هذا المنزل من أكبر المقاعد الباقية من العصر العثماني، حيث يقع في الناحية الجنوبية من المنزل بالتجدبد بالضلع الجنوبي الغربي من فناء هذا المنزل، حيث تطل واجهة هذا المقعد الكبيرة المميزة على الفناء، وتعد هذه الواجهة من العناصر المعمارية في هذا المقعد، حيث تتألف من بائكة من ثلاثة عقود على شكل حدوة فرس تستند على عمودين على شكل مثمن تم صنعهما من الرخام، وقد توج كل عامود منهم بتاج كورنثي، يوجد فوق طبلية خشبية كبيرة تسند عليها أرجل العقود.

عمارة مقعد منزل وفق الملا

يوجد مدخل هذا المقعد على يسار الواجهة، حيث بني هذا المدخل من الحجر بحيث يتألف من حجر غائر يصل عرضه إلى 2.25 متر، يتوج أعلى المدخل عقد مدائني بسيط ويتوسطه من الأسفل فتحة باب الدخول تم تغطيته بفتحة الباب بفردة من باب الخشب يصل ارتفاعه 2.55 متر وعرضه 1.17 متر، يعلو هذا الباب عتب مستقيم يوجد فوق العديد من النقوش الهندسية.

يؤدي هذا المدخل إلى دهليز يصل عرضه إلى ما يقارب 1.50 متر ويحتوي على سلم صاعد يتكون من سبع درجات تؤدي إلى بسطة مستطيلة الشكل، كما تم سقف هذا الدهليز بسقف خشبي يحتوي على عروق صغيرة عليها زخارف نباتية.

كما أن المقعد من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تصل أبعاده إلى ما يقارب 13 متر طولاً و6.98 متر عرضاً يحيط به أربع أضلاع، وقد تمت تغطية جدران هذا المقعد بالبياض وغطيت أرضيته بالأسمنت الحديث، حيث كانت أرضيته القديمة مفروشة بالبلاط الكدان، كما غطي سقف المقعد بألواح خشبية عليها زخارف أوراق نباتية من ثلاثية الفصوص، كما وجد غزار عريض أسفل السقف عليها نقوش كتابية تحمل نص التأسيس للمكان.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: