خصائص العمارة في منزل آمنة بنت سالم

اقرأ في هذا المقال


يقع منزل آمنة بنت سالم بجانب جامع أحمد ابن طولون، حيث كان يلاصق جداره من الناحية الجنوبية الشرقية للمسجد، كما كان يقابل منزل كان يعرف باسم الكريتلية وهو منزل محمد بن سالم الجزار، حيث يعد بيت الكيريتلية في القاهرة من أهم المباني المعمارية الباقية من العصر العثماني، وهو يتميز بجمال عمارته ودقة صنعه، كما احتوى بيت الكيريتلية على جميع عناصر البيت الإسلامي، وكان أهم تلك المقعد، حيث كان من اجمل العناصر المعمارية في هذا المنزل.

خصائص منزل آمنة بنت سالم

تم بناء منزل آمنة بنت سالم في أواخر القرن التاسع الهجري أي في تاريخ 974 هجري/ الخامس عشر الميلادي 1540 ميلادي، وخلال المصادر والاستكشافات توصلوا إلى أن المنزل تم بناءه في عهد السلطان قايتباي، كما وجدت كتابة على أحد إزارات سقفه، تشير إلى أن المنزل تم بناءه على يد المعلم عبد القادر الحداد، وذلك في سنة 1540 ميلادي، ولكن لم يتم معرفة عن هذا الشخص سوى أسمه، حيث يظهر لنا أنه كان معلم في الحدادة (وكلمة معلم كانت في الماضي تلق فقط على صاحب مهنة معينة .

وفي وقت لاحق من بناء هذا المنزل تم نقل ملكيته إلى أمنة بنت سالم الذي أخذ البيت أسمه منها، وقد يرجع ذلك إلى أن آمنة بنت سالم هي آخر من أمتلك هذا المنزل، وقد صدر قرار في هدم منزل آمنة بنت سالم والمنزل الكريتلية المجاور له؛ وذلك لقيام بعمليات توسيع جامع ابن طولون، ولكن تم رفض هذا القرار والوقوف ضده من قبل لجنة حفظ الآثار العامة العربية، وقد وقف قرار هدمه وتم اعتباره جزءاً هاماً لتجمل المكان.

عمارة منزل آمنة بنت سالم

يحتوي هذا المنزل على مدخل رئيسي جميل يقع في الواجهة الشمالية الشرقية للمنزل، كان يطل المدخل على ممر يسمى اليوم عطفة الجامع، حيث كانت وضيفة هذا المرر الفصل بين بيت الكريتلية وبين هذا المنزل، حيث كانا هذان المنزل (بيت الكريتلية ومنزل آمنة بنت سالم) يرتبطان مع بعضهما بواسطة سلباط علوي.

يوصل مدخل هذا المنزل إلى دهليز منكسر، يوصل هذا الدهليز إلى فناء المنزل الذي كان على شكل مربع، تبلع أبعاده ما يقارب 6 متر×6متر، يحيط بهذا الفناء باقي عناصر المنزل، والذي كان يتكون من ثلاثة طوابق كانت ترتبط مع بعضها عن طريق سلم صاعد، حيث كان يحتوي على ثلاث عناصر رئيسية هي المقعد وقاعة استقبال كبيرة والحواصل.

مقعد منزل آمنة بنت سالم

يقع المقعد في الطابق الأول من منزل آمنة بنت سالم، حيث يقع في الزاوية الشرقية من فناء المنزل الوسطي، يعتبر هذا المقعد من أصغر المقاعد الباقية من العصرين العثماني والمملوكي، يعتبر مدخل هذا المقعد من المداخل الخاصة، يتم الدخول إليه عبر بئر السلم المستطيل الصاعد إلى طوابق المنزل، حيث فتح بالزاوية الجنوبية لدهليز المدخل الرئيسي المنكسر فتحة لباب على شكل مربع ترتفع حوالي 2.13 متر بعرض 11.1 متر يعلوها عتب حجري مستقيم يعلوه عقد عاتق من صنجات معشقة.

يحتوي المقعد على واجهة معمارية مميزة، حيث تحتوي تلك الواجهة في الدور الأول على بائكة ذات عقدين من حدوة فرس مكون كل عقد من الحجر الأبلق الأبيض والاحمر، حيث تم اسنادهم من الوسط عن طريق عامود رخامي على شكل دائري، يتوج ذلك العمود بتاج كورنثي تستند عليه رجلا العقدين، كما يوجد في أسفل هذه الواجهة درابزين مصنوع من الخشب الخرط، كما يوجد في أعلى هذه الواجهة دعامات خشابية للمساعدة في تثبيت رفرف خشبي، حيث يساهم هذا الرفرف في وقاية الجالسين في المقعد من أشعة الشمس.

كما يوجد مدخل هذا المقعد في الناحية الشمالية من الواجهة، يصل ارتفاع هذا المدخل إلى نهاية الطابق الأرض والأول معاً، حيث يتم الصعود إليها عبر سبع درجات سلم توصله إلى بسطة مستطيلة، يحتوي هذا المصعد على درابزين مصنوع من الخشب يصل ارتفاعه 1.34 متر، كما تؤدي هذه البسطة إلى حجر المدخل المدائني بعمق 31سم وعرض 1.66 متر.

عمارة مقعد منزل آمنة بنت سالم

يوجد فوق مدخل المقعد عتب مستقيم عريض يحتوي على زخارف نباتية على شكل الأوراق النباتية المعشقة، وفوق ذلك العتب يوجد مستطيلان كبيران تم زخرفتهم بالزخارف الهندسية، وبين هذان المستطيلان يوجد شباك مستطيل عليه حجاب مخرم من الخشب.

كما أن مسقط المقعد عبارة عن مستطيل يبلغ أبعاده ما يقارب 5.28 عرضاً و 6.00 طولاً، كما كانت أرضية المقعد مغطية بالبلاط الكدان وجدرانه مغطية بالبياض، وتم سقف المقعد ببراطيم خشبية تم تذهيبها وتعبئتها بالألوان، كما يحيط بالسقف من الأسفل إزار خشبي تم الكتابة عليه بخط الثلث، حيث ظهر فيه نص تأسيس المقعد والذي يحتوي على اسم المنشئ ونسبه وتاريخ أنشاء المنشئ.

أما زخارف هذا المقعد فقد وجدت على حنية كتلة المدخل وعلى سقف المقعد، حيث كانت هذه الزخارف بأشكال جديدة ولكنها كانت محافظة على الروح الزخرفية المحلية القاهرية والتي كانت هذه الزخارف منتشرة في العصر المملوكي.


شارك المقالة: