المعابد في العمارة اليمنية القديمة:
المعبد: هو المكان المقدس الذي يلجأ إليه الناس لعبادة آلهتهم، وللعمارة علاقة وثيقة بالدين منذ أقدم العصور، حيث تُعد المعبر الرئيس عن المعتقدات الدينية التي تسود المجتمع، وقد انعكس تعدد الآلهة في اليمن القديم جلياً في تعدد عمارة المعابد التي أقيمت في مختلف ممالك اليمن القديم.
لو تتبعنا موقع المعبد بالنسبة لمخطط المدن التي تم التنقيب فيها حتى الآن لوجدناه يختلف بحسب المملكة التي يتبعها والفترة الزمنية التي أقيم فيها، حيث وجد في المدن السبئية في شرقي المدينة معابد مدن صرواح ومأرب في الركن الجنوبي الشرقي، وفي المدينة المعينية والحضرمية في شمال المدينة معابد مدن الجوف قرناو ونقب الهجر.
أي أن المعبد في تخطيط المدينة اليمنية القديمة قد وجد في أطراف المدن، بينما اتخذت المدن الإسلامية من مسجد الجامع المحور الأساسي لتخطيطها، كبغداد الدائرية والقاهرة الفاطمية والقيروان، وفي المدن اليمنية الإسلامية كصنعاء وشبام وحضرموت ومأرب أتى الجامع على محور السور ولم يأتي في الوسط (على تقاطع المحورين الرئيسيين)، ونجد ذلك أيضاً في مدن يمنية إسلامية المنشأ كتعز وجبلة وغيرها، حيث جاء الجامع في أطراف المدينة قرب السور وعلى المحور الأساس في أكثر الأحيان.
ولهذا وبناء على ما سلف فإن المدينة اليمنية الإسلامية اعتمدت على ما كانت عليه المدينة اليمنية القديمة بيئياً (طبيعية وعمراناً).
المباني السكنية (القصور والدور):
انتشرت في اليمن القديم تقنية البناء المتعدد الطوابق، حيث كان التوسع الرأسي يشكّل المرتكز الرئيسي بدلاً من التوسع الأفقي، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك محدودية مساحة المدن التي غالباً ما كانت تقام على التلال الجبلية أو الأسوار العالية التي تحيط بها لضرورات أمنية ودفاعية.
ومن هنا رفدت العمارة اليمنية القديمة الحضارة الإنسانية بطراز جديد من العمارة، وهو العمارة البرجية بأسلوب نواة المبنى، ويطلق عليها حالياً ناطحات السحاب أو ما يسمّى في لغة الهندسة (Supper Construction)، تبنى المباني البرجية والتي غالباً ما تكون مستطيلة أو مربعة الشكل مترابطة مع بعضها البعض، مكونة أبراجاً سكنية عالية، تتميز عن غيرها من المباني الأخرى بما فيها الدور السكنية في تقسيم عناصرها الوظيفية، حيث لا يستخدم الدور الأرضي لأغراض سكنية إذ يحتوي على المدخل الرئيسي الذي يفتح على ممر يؤدي إلى سلم للصعود إلى الأدوار العليا من المبنى.