عناصر المسجد الجامع في إشبيلية

اقرأ في هذا المقال


نجد أن الصحن جرت توسعته ابتداء من عام 1196 ميلادي، وقد أشار تورس بالباس إلى ذلك، وأعطى الانطباع بأن المسجد ربما كان قد تدهور جزئياً قبل ذلك بسنوات قليلة وربما تزامن ترميمه مع توسعة المسجد، وفي هذا المقام فإن الصحن ربما قد أقيم خلال أعمال البناء الأولى، وهذا يتوافق مع رواية ابن صاحب الصلاة عندما أشار إلى أن الخليفة أمر بتوسعة صحن المسجد الذي كان الناس يصلون فيه عندما لا يتسع لهم الجزء المسقوف، ومعنى هذا أن الصحن لم يكن جزءاً مهماً لإقامة الشعائر، وبالتالي كان بناؤه لاحقاً على بناء الحرم بوقت طويل.

الصحن في المسجد الجامع في إشبيلية

وعلى أية حال فإن هذه الزيادة فإن هذه الزيادة لا تتلاءم مع الموقف إذا ما وضعنا في الحسبان تلك الزيادة التي يتسم بها الصحن الذي يتلائم هندسياً مع الجزء المسقوف، حيث يتسم مخطط الصحن بأنه مستطيل ومربع مع إضافة الحرم، وهذه صورة للمسجد الجامع بقرطبة مع نهاية القرن العاشر، من الجانب نجد له بائكة مزدوجة، وقد بدأ هذا النمط مع المساجد التي سيدت في عصر المرابطين، أما بالنسبة للأعمدة المشيدة فإنها تتوافق مع صحن مسجد الكتبية وذلك لأن تلك الأعمدة على شكل حرف T في البوائك الخارجية.

أما بالنسبة للداخلية فإنها مستطيلة، بينما نجد في المنطقة الفاصلة بين الحرم والصحن أكتافاً، إذ تضم أعمدة صغيرة في الجوانب يبلغ عددها ستة مرتبطة بالعقود.

الزخارف في المسجد الجامع في إشبيلية

ما ينقص إشبيلية هو تلك العقود المزخرفة بالمقرنصات التي نجدها داخل مسجد الكتبية، حيث نجدها هنا في جوانب الفراغ الخاص بالقبة الكائنة أمام المحراب، هناك أنماط أخرى من العقود تتسم بالتقشف نراها في الداخل إلى جوار المحراب أيضاً، وهذا النمط غير مسبوق في المسجد الجامع الإشبيلي، رغم أن ذلك يمكن أن يكون قد تكرر بالقرب من المحراب.

ولا يبدو أن الأمر كان على هذا النحو إذا ما أخذنا في الاعتبار أن عقد المقرنصات تغلغل الفن الموحدي الطليطلي مع نهاية القرن الثالث عشر وبداية الرابع عشر، كما أن من غير الملائم الربط بين النماذج المتأخرة المتمثلة في عقد المقربصات في المسجد دون أن تكون هناك حلقة وصل أندلسية.


شارك المقالة: