وصف فسيفساء الجامع الأموي:
اكتشف دي لوري هذه الفسيفساء عام 1927 ميلادي، وذلك بعد أن كانت مغطاة بطبقة من الملاط، حيث إنها كانت بطول 34.5 وارتفاع 7 متر، كما أنها عبارة عن تصوير لنهر على ضفتيه أشجار ونبات وبيوت بعضها كبير مكون من طابقين، كما يوجد على النهر قنطرة وأشجار ضخمة محاطة بالماء.
حيث تم وضع هذا الفسيفساء في سعي من الفنان لموازنة العمران الصناعي بالطبيعي (بيوت وغابات)، وربما كان ذلك النهر هو نهر بردى ذاته ودمشق هبته، إلى جانب مصر هبة النيل، ومن أهم المشاهد لتلك الفسيفساء رسوم عمائر تطل على نهر قوامها صف من الأعمدة على هيئة نصف دائرة، يحدها من الطرفين برجان مربعان سقفهما مخروطي الشكل، وهو أسلوب مألوف في العمائر البيزنطية، حيث يقوم هذان البرجان على ضفتي النهر ويحصران بينهما ستة أعمدة كورنثية ذات قنوات رأسية عرضية، ويليها السقف المسطح وبينهما أبواب يزخرفها عروق لؤلؤية تتدلى من منتصف حافتيها العليا.
كما تزدان الحوائط فوقها بزخارف نباتية متماثلة، وخلف هذا المبنى مبنى مربع الشكل يتوج مدخله عقد نصف دائري، حيث يبرز سقفه من أحد الجوانب على شكل مظلة، وتقوم على جانبه ضفة ترتكز على أعمدة، ويرى البعض أن هذا المشهد يمثل ميدان سباق الخيل قرب دمشق، ومشهد آخر لعله يمثل قرية من قرى دمشق، فيها مبنيان على شكل البازيليكا بسقف جمالوني ومبان أخرى سقوفها مسطحة، كما أن لكل مبنى مدخل واحد وجدت فيه نوافذ صغيرة مستطيلة تمتد أسفل سقف المبنى مباشرة، وعلى جانبي المبنى يوجد شجرتان ضخمتان.
ميزات الفسيفساء في الجامع الأموي:
الأسلوب الفني المتبع في هذه الجدارية هو الواقعي، حيث يمتاز الفن الأموي بذلك، وقد وزعت الأضواء والظلال على مساحات العمائر المطلة على النهر للتغلب على قضايا التقصير لإظهار البعد الثلاثي، ويتبدى ذلك في الأشجار وتوزيع الضوء والظلال بينهما وعلى أغصانها.
كما استخدم الفنان 29 لوناً على الأقل فيهما 13 درجة للأخضر و4 للأزرق والذهبي و3 من الفضي، كما بيدو التدرج اللوني في درجات الأزرق التي توضح جريان الماء في نهر بردى وزبده بالفضي، وبشكل عام اتصفت الجداريات الأموية بالحياة والحركة والتوازن.