زخرفة باطن القبة:
اهتم الفنانين بزخرفة باطن القبة، حيث كان من أمثلة ذلك باطن قبة الخلفاء العباسيين في العصر الأيوبي، والتي زُيّن داخلها بالزخارف العربية المورقة، وباطن قبة أحمد بن سليمان الرفاعي التي زيّن داخلها بزخارف عربية من الأرابيسك بديعة التكوين لم يشهد لها مثيل من قبل، يليها باطن قبة زين الدين يوسف والتي زيّن كل ضلع من الضلوع الثمانية والعشرين بالزخارف النباتية والهندسية المتنوعة المحفورة حفراً بارزاً، كما توجد في بداية الضلوع أشكال محاربة لها عقد مفصص محمول على عمودين مدمجين.
وزيّن باطن القبتين الملحقتين بخانقاه الناصر فرج بالصحراء بالزخارف المتنوعة، حيث يبدأ باطن القبة الشرقية بمنطقة مستديرة بها طراز كتابي يليه منطقة زخرفية عبارة عن ثلاث أشرطة أوسطها أوسعها، شغّل داخلها بدالات أفقية يحصرها من أعلى وأسفل شريطان ضيقان بهما زخارف نباتية متكررة، ويلي ذلك منطقة زخرفية أخرى متكررة ثم قطب القبة الذي يحتوي على آيات قرانية.
يبدأ باطن القبة الجنوبية بمنطقة مستديرة أيضاً لكنها تحتوي على زخارف هندسية ونباتية متكررة، ثم طراز كتابي محصور بين شريطين ضيقين من الشرفات المتكررة على هيئة الورقة النباتية الخماسية، ثم قطب القبة يحتوي على زخارف نباتية متكررة.
زخرفة ظاهر القبة:
اهتم الفنانين بزخرفة ظاهر القبة اهتماماً بالغاً، فعملوا على تنوع زخارفها التي أضفت عليها مزيداً من الجلال والجمال، وقد بدأ هذا الاهتمام منذ العصر الفاطمي الذي استخدم فيه أسلوب التضليع المحدب من الخارج يقابله تقعير من الداخل، ويتميز هذا الأسلوب بالإيقاع الزخرفي، كما أنه يمنح الهيكل قدراً كبيراً من التوازن والثبات.
وتعد قبة حمام الصرح أقدم مثال للقباب ذات الضلوع في العمارة الإسلامية، يليها القبة في قصر الأخيضر ويلها القبة التي تعلو المنطقة المربعة أمام محرب مسجد القيروان، وقد اعتبر هذا الاستخدام واحداً من تأثيرات الغرب الإسلامي على العمارة الفاطمية بالقاهرة.
وقد زخرفة قبة مشهد سيدي معاذ بالضلوع أيضاً، وبيلغ عددها أربع وعشرين ضلعاً، وهي تشبه قبة السيدة رقية، إلا أنها تختلف عنها من حيث الضلوع التي زادت دقة وامتداداً حتى تتناسب مع هيئة العقد المنكسر للقبة نفسها، كما أن الضلوع تحصر فيما بينها خوصات رفيعة جداً تأخذ نفس هيئة العقد المنكسر للقبة نفسها أيضاً.