ما هو قدس الأقداس؟
يقصد بقدس الأقداس أهم جزء في المعبد وهو الذي تقام فيه الطقوس الدينية من قبل كبار الكهنة، ويحتوي على رمز الإله ولا ويجوز لعامة المتعبدين الدخول عليه، وهو بذلك أهم عنصر معماري وديني في المعابد بشكل عام، ويعتبر من العناصر المعمارية الأساسية في المعابد.
ولأهمية هذا العنصر في المعابد اليمنية القديمة فقد تمت العناية به حتى يعكس مكانة المعبد وبالتالي مكانة المعبود الذي بني له، وغالباً ما يكون قدس الأقداس محجوب عن عامة المتعبدين، ولهذا كان موقعه في مؤخرة المعبد، كما يجب أن يكون مسقوفاً أو على الأقل تتقدمه شرفة، وقد ورد ذلك المفهوم في عدد من النقوش اليمنية القديمة تحت اسم مذقن وهو يدل على المكان المسقوف أو المظلل ويقارن بالمحراب.
ولقد ورد المذقن ليعني أماكن السجود، وبذلك يكون المذقن هو مقدمة قدس الأقداس التي تبدأ عندها طقوس التعبد من قبل كبار الكهنة، بعد أن يتم الصعود إليها بواسطة سلم مكون من عدد من الدرجات، ويرجح أن تلك الطقوس كانت تتم بخفض الرأس أو السجود في ذلك المكان، ويؤكد ذلك ورود نفس المفهوم في القرآن الكريم في قوله تعالى (ويخرون للأذقان ويزيدهم خشوعا).
أهمية قدس الأقداس في المعابد اليمنية:
قد ارتبطت كلمة مذقن في النقوش اليمنية القديمة في بعض الحالات بكلمة مكنت التي تعني الهيكل أو الجزء المحجوب، ولتدل أيضاً على أنها أعمق جزء في المعبد وأنه كان مغطى أو مسقوف وتتقدمه شرفة، وبالتالي هناك تزامل بين المذقن والمكنن حيث يدلان على المكان المسقوف والمتوارى عن الأنظار، وقد ورد ذلك التزامل في بعض النقوش اليمنية القديمة.
وهذا يدل على قدسية ذلك الجزء في المعابد اليمنية القديمة مما أدى إلى حجبه عن الناس ولا يجوز الاطلاع عليه، حيث تأتي أهمية هذا المكان باعتباره الجزء من المعبد الذي يتم التوسل فيه، ومن ذلك نستنج أن قدس الأقداس يجب أن يكون مسقوفاً، ويشمل ذلك أشكال الغرف والمكان المسقوف على شكل غرفة.
وقد اختلف تصيميم هذا المكان من معبد لآخر، وذلك تبعاً لعادات وتقاليد المكان والطقوس والشعائر الدينية التي تقام فيه، حيث وجد نموذجين لقدس الأقداس في المعابد اليمنية هما أشكال الغرف والمنصات المرتفعة.