يقع هذا الأثر بالجمالية بشارع بيت القاضي المتفرع يمناً من شارع بين القصرين أمام بيمارستان قلاوون بالنحاسين، وقد أخذ هذا الشارع اسمه من اسم الأثر نفسه.
منشئ قصر الأمير ماماي السيفي
بني هذا القصر الرائع عن طريق السلطان ماماي، كما أن هذا القصر لم يعرف عنه الكثير في وقتنا الحالي، وكان من مماليك السلطان قايتباي المحمودي، حيث نال حظوة عند سيده حتى صار من خواصه وترقى في الوظائف الإدارية، حيث ذهب للسلطان قايتباي عدة مرات سفيراً إلى الدولة العثمانية في آسيا الصغرى وأرمينية آنذاك.
وبهذا فإن ماماي هو من أول قام ببناء هذا القصر العظيم لذلك تنسب ملكية هذا القصر إليه، حيث قام ماماي بتجديد عمارته عدة مرات وقام بعدة توسيعات، وتشير ضخامة هذا القصر وجمال بنائه ودقة صنعه إلى مكانة عالية كان يحظى بها القصر والغنى الشديد الذي كان عليه الأمير ماماي السيفي.
عمارة قصر الأمير ماماي السيفي
يقع مدخل القصر في الضلع الجنوبي منه، وكان هذا القصر ذات تصميم رائع، حيث كان ذا مسقط مستطيل الشكل، ويقع مقعد الأمير ماماي في الناحية الجنوبية الغربية منه، كما يوجد أمام هذا المقعد فناء القصر الرئيسية التي تحيط حوله المباني المتعدد الخاصة بالقصر، حيث ما زالت أجزاء هذا القصر باقي إلى يومنا هذا، كما أن غرف هذا القصر التي تحيط بفناء القصر بحالة جيدة.
وكان هذا القصر مثله مثل باقي القصور يحتوي على عناصر الدار الإسلامية، حيث احتوى هذا القصر حوش وسطي مكشوف تحيط حوله الدهاليز والأروقة والممرات والحجران والسلالم، حيث تأخذ هذا العناصر نمط موحد وهو نمط الانفتاح إلى الداخل، وهذا النمط كان متبع في اغلب البيوت الإسلامية والتي بها يتوفر الخصوصية لسكان هذا المنزل، حيث تم توجيه حوش القصر الوسطي إلى الجهة الشمال الشرقي؛ وذلك لتسهيل استقبال النسيم الرطب والهواء الذي يتوزع في أغلب مناطق القصر.
أما ضخامة القصر ودقة بنائه واكتمال بنائه والمحافظة عليه كل هذه الأسباب ترجع إلى السلطات العثمانية، والتي قررت بنقل دار القضاء الأعلى إلى هذا القصر، وكان ذلك خلال الاحتلال العثماني لمصر وذلك في عام 923 هجري، وبقيت دار للقضاء في مدة أكثر من خمسين عاماً.