عمارة قصر الذهب
يصف ناصر خسرو (رحالة وفيلسوف) هذا القصر، حيث يذكر أنه بعد ما مر به من ممرات ودهاليز وأواين وقصور انتهى إلى هذا القصر، وهو ما يشير إلى أن الترتيب المعماري قد وضع على هذا النحو بطريقة مقصودة، وهو أن يمر الداخل إلى القصر بوحداته وممراته المتعددة التي يتدرج عمرانها في الروى كلما اقترب الزائر من قصر الذهب، وهذا ما احس به وأشار إليه ناصر خسرو، حيث يذكر وأخيراً وصلت إلى صالون قدسي جليل مربع الشكل ستين ذراعاً في ستين ذراع، وفي صدره عرش ممرد يحتل صدر المكان بارتفاع أربعة أذرع من سطح الأرض وكرسي العرش من الذهب الخالص، وعلى الحائط في أعلى العرش ميدان صيد تتعارك فيه الفرسان والطرائد وكلاب الصيد، والصورة تكاد تنطق.
أما بسط الصالون فحريرية بالغة النعومة حتى إن المرء ليعجب كيف يمكن للأقدام أن تثبت عليها، وقد علتها ألوان لا تكاد تحصرها العين، وتحيط بهذا الصالون شبابيك ذهبية تكاد تذهب الأبصار، وخلف العرش مباشرة مدخل جليل بدرجات ذهبية، أما العرش الذهبي فلا يقدر أحد على وصفه.
خصائص قصر الذهب
وفي وصف ناصر خسرو ملامح معمارية مهمة لقاعة الذهب فهي مربعة طول ضلعها 30 متراً أي أن مساحتها 900 متر مربع، ويرتفع العرش الذي بصدرها عن أرضية القاعة أكثر من 2 متراً، ولها بابان أحدهما خاص للخليفة خلف العرش، وصورت جدرانها بمناظر للصيد الرائعة، كما توجد لوحة كتابية بالخط الكوفي البارز خلف كرسي العرش، كما أوضح الوصف وجود شبابيك للإضاءة في الجدران الجانبية للقاعة نفذت بالذهب.
وقد ورد عن قصر الذهب إشارات مهمة يمكن في ضوئها التعرف على بعض السمات المعمارية لهذا القصر، فقد كان هذا القصر أحد المباني العديدة التي يتضمنها القصر الشرقي الكبير، وقد أنشئ ليكون مقراً رسمياً للخليفة وسكناً خاصاً له، وقد حل محل الإيوان الكبير الذي استخدم لغرض قبل إنشاء هذا القصر.
ويقع هذا القصر داخل السور الخارجي الذي كان يحيط بمباني القصر جميعها، وكان يؤدي إليه بابان رئيسيان من أبواب هذا السور الخارجي هما بابا الذهب الذي كان يوصل للقصر مباشرة.