يُعد قصر بيليش تحفة كلاسيكية جديدة، كما يتم دعوته أيضًا بقلعة بيليس في سينايا، رومانيا، كانت المنزل الصيفي للعائلة المالكة الرومانية حتى عام 1947، بحيث تقع قلعة بيليس داخل جبال الكاربات، وقد تم بناؤها على طول طريق من العصور الوسطى يربط بين ترانسيلفانيا ووالاشيا وتعتبر اليوم من أجمل القلاع في أوروبا.
التعريف بقصر بيليش
عندما زار الملك الروماني كارول الأول قرية سينايا الصغيرة في سفوح جبال بوسيجي، كان مفتونًا بموقعها الخلاب وأمر ببناء قصر هناك، حيث أن القصر الناتج هو بسهولة واحد من أكثر القصور روعة في كل أوروبا، ويُعد قصر (Pelisor) جزءًا من المجموعة المعمارية الشاسعة التي أنشأها الملك كارول الأول، على طول وادي نهر بيليس، خلال فترة حكمه بأكملها.
كما تم بناؤه عام 1904، كمقر إقامة للورثة الملكيين لعرش رومانيا، الأمير فرديناند والأميرة ماري، بينما على عكس احتفال القصر العظيم، فإنّ قصر (Pelisor)، على الرغم من أنه يمكن التعرف بسهولة على طراز عصر النهضة الألماني من الخارج، إلّا أنه مزين بأسلوب جديد وحديث.
وصف قصر بيليش
استغرق البناء 10 سنوات، ولكن في نهاية الأمر، كان للعائلة المالكة الرومانية قصر صيفي مجهز بكل شيء من دار سينما إلى قاعة للحفلات الموسيقية، كما تم بناء القصر المزخرف المكون من 160 غرفة على طراز عصر النهضة الجديد، وكل غرفة لها هويتها الخاصة وموضوعها، بينما بعد افتتاحه، بدأ الملك وعائلته قضاء الصيف في قصر القصص الخيالية، والذي كان أيضًا مكانًا لعقد اجتماعات مهمة خلال الأشهر الأولى من الحرب العالمية الأولى.
كان هناك مسرح سينمائي مجهز بشكل جميل، تم تزيين جدرانه وسقوفه بلوحات جدارية من قِبل الفنانين النمساويين جوستاف كليمت وفرانز فون ماتش، حيث تم الإبلاغ عن أول عرض فيلم في رومانيا في هذه الغرفة، كما كانت الأشكال الفنية الأخرى بعيدة كل البعد عن الإهمال، واحتوت غرفة الموسيقى على قطع معقدة من أثاث خشب الساج الموهوبة من قِبل مهراجا كابورتالا الهندية واستخدمتها الملكة إليزابيث كصالون.
بنى الملك فرديناند، خليفة الملك كارول، نسخة أصغر من هذا القصر الكبير المجاور له وأطلق عليه اسم (Pelișor)، وعندما سقطت رومانيا تحت الحكم الشيوعي، تم الاستيلاء على بيليش، إلى جانب ممتلكات ملكية أخرى، وأغلقت القصر بين عامي 1975 و 1990. بينما بعد ثورة 1989، أُعيد افتتاح القصر للجمهور.
بناء قصر بيليش
تم بناء قصر بيليش من قِبل أول ملك لرومانيا، كارول الأول من هوهنزولرن سيجمارينجين في عام 1904، وبحلول عام 1914 تم افتتاحه، وتم استخدامها كمقر صيفي، كما كان البناء تحت إشراف المهندس المعماري التشيكي كاريل ليمان، الذي يعتبر المهندس المعماري الرئيسي، وتم تغيير القلعة وتوسيعها، حيث أن الزخرفة، في الشكل الأول، يتم توفير كل من الأسلوب الخارجي والداخلي المهيمن من خلال أسلوب عصر النهضة الألماني الجديد مع استثناءين، الطراز العثماني الجديد والطراز الروكوكو الجديد.
في المرحلة الثانية، أدّت التغييرات الأساسية في الأحجام والواجهات والديكورات إلى إثراء النطاق الأسلوبي السابق، لتكييف القلعة مع التعددية الأسلوبية للتاريخية، حيث أن الفناء الداخلي بهوائه يُعيد السياح إلى الزمن، وتفتح بوابة السيادات الرحلة إلى القصر، ويؤدي درج رخامي ضخم إلى قاعة الشرف، وهي مساحة الاستقبال الرسمية التي شهدت حضور الضيوف الملكيين، من الإمبراطور فرانز جوزيف إلى ولي عهد اليابان، كما تمتد القلعة الرائعة على مساحة 3200 متر مربع، وتضم 160 غرفة تثير الإعجاب بجمالها ورقيها.
إنّ أشهر غرف القصر هي (Great Armory Room)، التي تستضيف بعضًا من أفضل مجموعات الأسلحة والدروع، كما تم تزيين الجزء الداخلي من القصر، وخاصة القاعة الرئيسية، بشكل جميل بالخشب المنحوت والنوافذ الزجاجية الملونة تجعلها رمزًا حقيقيًا للأناقة والملكية.
بينما جزء آخر بارز من القصر، المكتبة الملكية، هي موطن لمخطوطات فريدة مزينة بالذهب، حيث تم تزيين العديد من غرف القصر بحيث تشبه أنماط الثقافات المختلفة من جميع أنحاء العالم، ونظرًا للهندسة المعمارية الرائعة والقيمة الفنية للمعروضات التي تضمها، يُعد القصر واحد من معالم النخبة في أوروبا والعالم.
تم بناء قصر بيليش في القرن العشرين وفقًا لمواصفات كارول الأول، أول ملك لرومانيا، وهو صورة للعقلية الجمالية للملك، حيث يجمع بين النهضة الألمانية والإيطالية الجديدة، كما يقع قصر بيليش بالقرب من بلدة سينايا، في مقاطعة براهوفا، وهو من أشهر القصور في رومانيا، وربما أكثر من قلعة كورفين أو قلعة بران أو قلعة راسنوف، كما أنه صورة من رعاية الملكة الرومانية التي لا تعرف الكلل للفنون، إلى القصر أكثر الأسماء رنانًا في القرن العشرين.
