لم يكن أمر بقاء الأسرة الناصرية في العيش بشكل اختياري داخل أسوار الحمراء ليجعلها بعيدة عن الحياة في المدينة وواديها الممتد، حيث شهدنا محمد الثالث يأمر ببناء قصر ذي قبة محاط بحديقة أو حدائق وبرك بها فوارات على شكل أسود.
وصف قصر شنيل
يتم الدخول إلى الصالة المركزية في قصر شانيل من خلال عقد نصف اسطواني ارتفاعه 94.3 وعلى عضادته توجد كوتان، غير أن هذه الصالة ليست مربعة بالشكل الدقيق فأضلاعها هي 57.4 – 63.4 – 8.5 – 63.4، أما الارتفاع فيبلغ من 9-10 متر، وبالنسبة للغرف الجانبية فإن أضلاعها 30.4 ×20.5 ولها أسقف جمالونية ذات مسننات، لكنها زالت من الوجود.
وترتبط الصالات باثنين من العقود نصف الأسطوانية لها طنف مشترك، ويبلغ ارتفاعهما 94.3 متر، كما ترتبط بعقد يضم العقود السابقة، ولاشك أن ذلك صورة طبق الأصل من النوافذ التي وجدت في برج الأسيرة، ونرى العقود القوائم ذات الأعمدة في وسط النافذة متكررة في جوانب صالة الأسرة أو التي هي جزء من الحمام الملكي، ثم نراها بعد ذلك في صالة بني سراج بالحمراء، وبالتالي فإن النمط الذي بين أيدينا يعتبر حلقة وصل أخرى، آخذين في الاعتبار ذلك التطور المتسارع الذي عليه العمارة الناصرية خلال القرن الرابع عشر.
التصميم المعماري لقصر شينل
وفي صدر الصالة الجانبية من الجهة اليسرى نرى الجزء العلوي كوة ذات عمق ضئيل بها عقد نصف اسطواني مضلع خاص بالخزانات الكائنة في صحن برج الأسيرة، أما الحوائط الملساء فلا يزال بها حتى الآن زخارف ذات خطوط غائرة ذات أشكال نجمية معقوفة متشابكة.
كما نجد أن العينات الكائنة في طبلات عقد المدخل من الداخل غير موثوق في أصولها، ولاشك أنها منقولة من الزخارف الجصية في البرج الكائن في صحن ماتشوكا بالحمراء، ولما كانت وظيفة المكان مقر إقامة ريفياً متطابقاً في هذا مع جنة العريف فإن الصالات ذات وزرات ملساء وفوقها الزخارف الجصية في الصالة الرئيسية، وعلى جوانب العقود الخاصة بالصالات الجانبية وابتداء من الأشرطة نجد عبارة (لا غالب إلا الله)، كما نجد مجموعة من المعينات ومعها العقود ومستطيلات كبيرة وميداليات ذات فصوص.