قلاع إدارة الأقاليم في المملكة العربية السعودية

اقرأ في هذا المقال


ومن القلاع التي شيدها العثمانيون في جده ومكة والمدينة؛ أي في منطقة الحجاز الواقعة في المنطقة الشمالية الغربية للمملكة إدارة الأقاليم، والتي عرفت باسم (ايج قلعة) أي القلعة الداخلية، وهي تلك القلاع التي تقام داخل المدن المسورة بالقلعة من الأخطار الخارجية والداخلية ولكي تكون مركزاً للجيش وفيها يقيم الوالي الذي يدير شؤون المدينة.
ومثل هذه القلاع وجدناه في جدة باعتبارها قاعدة لحكم الحجاز التي أطلقوا عليها اسم ولاية الحبش، وعينوا والياً عثمانياً في جدة كان يخضع لسلطته شريف مكة وقد استمر الحجاز خاضعاً لحكم العثمانيين حتى استولى عليه الوهابيون في أوائل القرن التاسع عشر.
وقد أحيطت جدة بسور له أبراج في خمسة أضلاع بارتفاع أربعة أمتار، كان يشتمل على تسعة أبواب شيدها السلطان قنصوة الغوري لتأمين هذا الثغر ضد الخطر البرتغالي، وقد استمر هذا السور خلال العصر العثماني وظلت أبراجه وبواباته حتى عام 1947 ميلادي بعدها طم واندثر.
ولم تصلنا معلومات عن هيئة القلعة وتخطيطها وعناصرها الدفاعية، غير أن مثل هذه القلاع كانت تزود بحامية عسكرية كبيرة، الأمر الذي يفيد في أن القلعة كانت تشغل مساحة كبيرة وتضم غرفاً عديدة للجنود، فضلاً عن مخازن الذخيرة والوحدات الخدمية الأخرى، والأبراج الدفاعية والأسوار الحصية وغيرها، خاصة وأن هذا المكان يقع على البحر الأحمر وتحصينه ضد خطر البرتغاليين من أهم أهداف العثمانين.

قلعة أجياد في مكة:

توجد هذه القلعة في مكة، بنيت من قبل العثمانين تقع هذه القلعة في أعلى جبل أجياد، وهي تطل على المسجد الحرام، وقد شيدها الشريف سرور بن مساعد سنة 1781 ميلادي؛ وذلك نظراً لخروج وعصيان كثير من القبائل عليه، وقد بنيت هذه القلعة من الحجر الجبلي الأسمر غير المهذب، وهو متوفر في جبال مكة المكرمة بكثرة، كما كُسيت جدران القلعة من الداخل والخارج بطبقة من الملاط الأبيض المصفر ليكسب القلعة المتانة في تماسك الأحجار، وكذلك لوقوعها في وادي إبراهيم أمام الحرم المكي الشريف فتكون ذات شكل جميل.
والقلعة صغيرة الحجم مربعة الشكل يتوسطها صحن أوسط مكشوف وفي أركانها الأربعة أربعة أبراج مرتفعة ربما قد ضمت عناصر الدفاع المعهودة في قلاع العثمانيين.


شارك المقالة: