تعد قلعة الزُهرة إحدى القلاع التي تقع في المنطقة الداخلية من سهل تهامة اليمن وهي تتموضع فوق مكان رملي منبسط يقع في الوقت الراهن في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة الزُهرة، حيث تحدها من الجهة الجنوبية مدرسة (أسماء) حديثة البناء ومن الجهة الشمالية المبنى الحكومي الجديد لإدارة الشرطة، وترتفع عن مستوى سطح البحر ب57قدماً.
خصائص قلعة الزهرة في اليمن
من خلال المخطط الأفقي لمدينة الزُهرة يتبين أن المنشآت السكنية فيها لم تتوسع كثيراً نحو الجهة الجنوبية الشرقية، ويبدو أنها كانت كذلك منذ نشأة المدينة؛ وذلك استجابة للدور الدفاعي الذي كانت تؤديه القلعة، حيث أن أحد أهم شروط بناء القلاع أن يكون موقعها في إحدى جوانب المدينة أو فوق مكان مرتفع بجوارها.
تعد قلعة الزهرة إحدى القلاع الكبرى المتهدمة في سهل تهامة اليمن والوضع المعماري الراهن لها سيئ للغاية، حيث تظهر في عدد من وحداتها جدران حديثة أضيفت بمواد إسمنتية وخاصة في برج المدافع، وكان لبعض ساكنة مدينة الزهرة لاسيما أصحاب المنازل المجاورة للقلعة دوراً كبيراً في نزع أغلب جذوع الأشجار التي تتضمنها القلعة سواء التي تغطي الحجرات أو المستخدمة في النوافذ والأبواب، ونتيجة لذلك تهدمت أغلب مرافق هذه القلعة.
المخطط العام لقلعة الزهرة في اليمن
تتخذ قلعة الزُهرة في مسقطها الأفقي شكلاً شبه مربع، حيث يبلغ امتداد الضلع الشرقي نحو (51.30م) والضلع الغربي (48.50م)، أما الضلعان الشمالي والجنوبي فهما متساويين وقد بلغ امتداد كل منهما نحو (60م) ويتوسط القلعة فناء واسع مكشوف – به مسجد حديث البناء – وتحيط به من الاتجاهات الأربعة وحدات القلعة، ويكتنف القلعة في الزاوية الشمالية الغربية برج مستدير كبير المساحة.
ومخطط القلعة المذكور يشبه مخططات أغلب القلاع التي أنشئت في منطقة سهل تهامة وذلك من حيث وجود عنصر الفناء الأوسط الذي تحيط به وحدات القلعة، ومن أمثلة هذه القلاع: قلعة بيت الفقيه وحيس والزيدية والضحي، ويبدو أن مناخ منطقة تهامة المتميز بالحرارة الشديدة والرطوبة العالية هو الذي فرض وجود هذا النوع من تصميم القلاع؛ فضلاً عن سهولة بنائه وكفاءته من الناحية العسكرية.
من المرجح أن التصميم الهندسي العام الراهن لقلعة الزهرة يمثل المرحلة الأخيرة من استخدام القلعة، وذلك بسبب عدم وجود وحدات دفاعية أخرى إلى جانب البرج الشمالي الغربي، وكان لاستمرارية استخدام مرافق القلعة التي رافقتها تعديلات معمارية متلاحقة الدور الكبير في ظهور وحدات معمارية جديدة تلبي أغراضاً وظيفية تتناسب ودور القلعة في كل فترة تاريخية ما.
ونتيجة لذلك جاء التصميم الهندسي الأخير لمبنى هذه القلعة ذا صبغة مدنية أكثر منها دفاعية كونه يمثل مجمعاً حكومياً يشتمل على وحدات معمارية تختص بتسيير شؤون المدينة والقرى المحيطة بها، كما إن عدم الحاجة إلى وجود الوحدات الدفاعية في المرحلة الأخيرة من عمارة القلعة كان انعكاساً لحالة الاستقرار السياسي التي سادت منطقة تهامة بعد فترة حكم المملكة المتوكلية لليمن.
قلعة الزهرة من الخارج
فرض المخطط الرباعي لقلعة الزهرة وجود أربع واجهات وبسبب تهدم الواجهتين الشرقية والغربية بشكل كبير لم نستطع التعرف على وجود أية مداخل تؤدي إلى القلعة من هاتين الجهتين، أما الواجهة الجنوبية فما تزال تحتفظ في الجانب الشرقي منها ببقايا فتحة مدخل متسع يعلوها عقد وتؤدي إلى دركاة مغطاة تنتهي بمدخل آخر معقود ما زال بحالة جيدة من الناحية المعمارية حيث يبلغ اتساعه نحو (2.40م) وارتفاعه 3متر.
لم يتبق من الواجهتين الشرقية والغربية إلا بعض الأجزاء السفلية التي تغطيها أكوام التراب وبقايا الجدران المتهدمة، أما الواجهتان الشمالية والجنوبية فما تزالان باقيتين برغم سقوط أجزاء منهما، وتضم الواجهات المتبقية في القلعة جدراناً ساندة مشطوفة من أعلاها كان الهدف من بنائها هو تدعيم الأجزاء السفلى للجدران تفاديا لسقوطها وحمايتها من الرطوبة أو محاولة تسلقها من قبل مهاجمي القلعة.
ويلاحظ على النصف الأول السفلي من جدران الواجهات عدم وجود نوافذ وذلك من أجل تأمين القلعة ومنع اقتحامها والدخول إليها بسهولة، وأبرز ما يشاهد في الجزء العلوي من الواجهتين الشمالية والجنوبية هي فتحات النوافذ التي يليها من الأعلى صفان من فتحات الرماية بالبنادق (مزاغل)، الصف الأول فتحاته مستطيلة طولية مائلة إلى الأسفل والصف الثاني فتحاته مربعة ضيقة، كما يبرز في الزاوية الشمالية الغربية من القلعة برج مستدير ذو قاعدة متسعة.