عمارة قلعة القماحية

اقرأ في هذا المقال


تقع قلعة القماحية في الجهة الشرقية من مدينة ميدي في منطقة رملية منبسطة، حيث تبعد عن مركز المدينة بحوالي 2كم تقريباً، كما تقع إحداثيات هذه القلعة عند (N16.31600) شمالاً و(E42.82860) شرقاً وترتفع عن مستوى سطح البحر ب (15 قدم)، وتكمن أهمية تمركز القلعة في هذا الموقع كونها كانت تشكل مركزاً دفاعياً أولياً لمراقبة وحماية مدينة ميدي من جهة الشرق إذا ما تعرضت لهجوم محتمل قادم من المنطقة الداخلية في سهل تهامة.

مواد البناء لقلعة القماحية

تمتاز منطقة ميدي بوجود طبقات رسوبية متوازية مكونة من الغرين والطين تتعاقب مع الطبقات الرملية وطبقات الجبس والطين الجبسي، وقد ساعدت هذه المواد الطبيعية في بناء قلعة القُماحية، حيث استخدمت الحجارة الرملية على نطاق ضيق وخاصة في الأجزاء السفلية من حجرات الجند، أما قوالب الآجر – التي تم تحضيرها من عجينة الطين – فكانت المادة الأكثر استخداماً في عملية البناء، كما استخدم الطين أيضا كمادة لاصقة بين صفوف البناء وتغطية الجدران، في حين استخدمت الأخشاب لعملية التسقيف وكذلك بين صفوف البناء في بعض المناطق من الجدران، بينما استخدمت مادة الجص لكساء الجدران.

المخطط الهندسي العام لقلعة القماحية

تتخذ قلعة القُماحية شكلا مستطيلاً متعدد الأضلاع، يبلغ أقصى امتداد لها من الشمال إلى الجنوب نحو (37.40م) ومن الشرق إلى الغرب نحو (34.55م) والمخطط المعماري العام للقلعة يتألف من فناء أوسط مكشوف تطل عليه من الجهتين الشمالية والجنوبية وحدات القلعة أما الجهتين الشرقية والغربية فيمثلهما سور دفاعي، ويقع مدخل القلعة الوحيد في مكان يتوسط الواجهة الشمالية وعن الوضع المعماري الراهن لوحدات القلعة، فقد يلاحظ أن أغلب الأجزاء العليا فيها تهدمت وكذلك السقوف التي تغطي وحداتها.

يمكننا القول أن الواجهة الشمالية في القلعة هي الرئيسية؛ لأنها تضم أغلب وحدات القلعة وهي المدخل وحجرتا الجند اللتان كانتا تطلان بنوافذهما العلوية على الجهة الشمالية، بالإضافة إلى البرج الدفاعي الشمالي الشرقي، وتضم الواجهة الشرقية سوراً دفاعياً يبلغ ارتفاعه نحو (3م) شطف في قمته من الجهتين، ويتخلل ما تبقى منه نوعان من فتحات ضيقة لإطلاق رصاص البنادق (مزاغل)، الأول فتحاته فردية مائلة والثاني فتحاته مزدوجة مائلة نحو اليمين واليسار.

وتتألف الواجهة الجنوبية من سور دفاعي شبيه بالشرقي يتوسطها برج ضخم يطل على خارج القلعة بالعديد من العناصر الدفاعية بينما تتكون الواجهة الغربية من سور دفاعي يشبه الشرقي والجنوبي ويمثل طرفها الشمالي جدار غربي لحجرتي الجند.

إن مدخل القلعة متهدم حيث تم معرفة شكل هذا الدمار من خلال صورة فوتوغرافية قديمة التقطت للقلعة، وكذلك من خلال البقايا المعمارية لأساساته. وكان المدخل من النوع المباشر عبارة عن فتحة باب واسعة ذات عقد دائري؛ تؤدي إلى دركاة مستطيلة مسقوفة تبلغ أبعادها من الداخل نحو (4م × 3.20م) وتنتهي في جهتها الجنوبية بفتحة مدخل آخر تؤدي إلى فناء القلعة.

حجرتا الجند لقلعة القماحية

تحتل حجرتا الجند مساحة كبيرة من الجهة الشمالية للقلعة، وقد أنشئت جدرانهما من الأسفل بقطع الحجارة الرملية ذات اللون المائل إلى الأبيض ومن الأعلى بقوالب الطوب الآجر، وتتألف الحجرتان من طابقين الأرضي ويتكون من جزأين: الأول عبارة عن رواق مسقوف يطل على الفناء بأربعة عقود نصف دائرية تختلف في اتساعها من واحدة إلى أخرى، أما الجزء الثاني فيتألف من حجرة ذات مساحة مستطيلة تبلغ أبعادها من الداخل نحو (6.95م× 3.22م) وسمك جدارها (73سم)، ويضم جدارها الجنوبي ثلاثة مداخل اتساع كل واحد منها نحو (1م) وارتفاعه (2.50م).

ويلتصق بحجرة الطابق الأرضي من الجهة الشرقية سلم صاعد يؤدي إلى حجرة الطابق العلوي، وهو في الوقت الراهن متهدم ولكن من خلال مشاهدة بقاياه المعمارية تبين أن الطريقة المتبعة في تسقيفه هي الأقباء التي استخدمت في بنائها قطع الآجر، وقد سبق أن وجدنا هذه الطريقة في سلالم قلعة المُعترض وفي قلعة الزيلعي باللحية، وتلاحظ على القلاع موضوع الدراسة قلة استخدام طريقة التسقيف بالقبو ويحتمل أن سبب ذلك يرجع إلى أن هذه الطريقة تحتاج إلى بنائين ذوي خبرة عالية ووقت كاف لتنفيذها.

وحجرة الطابق العلوي في الوقت الراهن متهدمة ومن خلال مشاهدتها نستطيع القول إنها تشبه حجرة الطابق الأرضي، حيث تضم ثلاثة مداخل في الجدار الجنوبي وتتخلل جدرانها فتحات نوافذ تطل على خارج القلعة منها ثلاث في الجدار الشمالي واثنتان في الجدار الغربي.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: