تُعد قلعة بيدهيرسي (Pidhirtsi) من أكثر القلاع زيارة في أوكرانيا، وتقع في منطقة (Lviv) المجاورة لقرية (Pidhirtsi). حيث أن القرية نفسها صغيرة، تغطي مساحة 2.5 كيلومتر مربع فقط، أقل بقليل من ميل مربع واحد. بينما في البداية، قامت عائلة بودغوريتسكي، التي كانت تمتلك هذه الأرض، ببناء ساحة دفاعية محاطة بجدار من الصخور الكبيرة. ومع ذلك، عندما اشترى ستانيسواف كونيكبولسكي الأرض، لم تكن هناك أية خطط لبناء قلعة هناك.
التعريف بقلعة بيدهيرسي
أوكرانيا بلد مليء بالأساطير والتصوف، وواحدة من الأماكن الأكثر إثارة للاهتمام هي قلعة بيدهيرستي. حيث تُعرف أيضًا بأنها واحدة من أكثر القلاع المسكونة بالأشباح في أوكرانيا. وكان كونيكبولسكي تاجًا هيتمانًا، وقائدًا عسكريًا مؤثرًا في المرتبة الثانية بعد الملك، لكنه أراد مكانًا بعيدًا عن الحملات العسكرية حيث يمكنه الراحة. بينما في نفس الوقت تقريبًا، تم تشييد العديد من مباني القلعة الأخرى في المنطقة لأغراض دفاعية، ولكن كان من المقرر أن تكون قلعة بيدهيرسي مسكنًا شخصيًا. كما اختار (Koniecpolski) موقعًا على الجانب الشمالي من تلال (Woroniaki)، ويطل على وادي نهر (Styr)، وسلم المشروع إلى المهندس المعماري الشهير (Andrea del Agua).
كان البناء أيضًا، بمساعدة مهندس يُدعى (Guillaume Le Vasseur de Beauplan)، وتم تنفيذ البناء من عام 1935 إلى عام 1940. حيث كانت قلعة (Pidhirtsi) عبارة عن مبنى مربع من طابقين مع خندق حوله وتحصينات دفاعية على كل جانب. وكان مدخل القلعة من خلال قوس كبير بعمودين. نظرًا لطبيعتها الترفيهية، كانت القلعة تحتوي على حدائق إيطالية وكنيستين بالإضافة إلى حديقة مليئة بتراسات الزهور الفسيحة والنوافير وكروم العنب والمنحوتات. كما تم صنع الزخارف الغنية لواجهات القلعة والداخلية من قبل أسياد إيطاليين استخدموا أنواعًا باهظة الثمن من الأشجار والرخام الأسود والتذهيب لهذا الغرض.
في تلك الفترة، تم إنشاء منتزه إيطالي بالقرب من القلعة، مع مصاطب زهور شاسعة ونوافير وتماثيل. وعلى التل، على مسافة قصيرة من القلعة، زرعت أصناف العنب من المجر. بينما تمت زيارة القلعة الجديدة لعائلة كونيكبولسكي عدة مرات من قِبل شخصيات مهمة، بما في ذلك الأمير رادزويك والملك البولندي فلاديسلاف الرابع مع زوجته. كما توقف الوجود السلمي لهذا المبنى الفاخر، خلال انتفاضة خملنيتسكي. حيث غزا القوزاق عدة مرات بيدرتسي، ونتيجة لذلك، لم تتأثر القلعة نفسها فحسب، بل عانت أيضًا حديقتها الجميلة ومجمع المنتزهات.
بدأ تجديد طويل ومكلف، واستمر حتى بداية القرن العشرين، وأقيمت الحفلات والاحتفالات مرة أخرى في القلعة التي تم تجديدها في سبعينيات القرن التاسع عشر. ومن ثم، زار القلعة عدد قليل من الفنانين المشهورين. كما أوقفت سنوات الحرب العالمية الأولى الوجود الهادئ للقلعة التي عانت بشدة بسبب الحرب، وتجنبت بأعجوبة الهدم الكامل.
بناء قلعة بيدهيرسي
بصرف النظر عن تاريخها الشبحي، فإنّ القلعة ضخمة وقد تم ترميمها عدة مرات على مر السنين، وشُيّدت القلعة من قِبل مهندس معماري فرنسي بولندي بالتعاون مع مهندس معماري إيطالي. كما يمكن رؤية تأثير عصر النهضة في تصميم الكنيسة المستديرة أمام القلعة، وإنه غني بتماثيل القديسين المنحوتة من الحجر الرملي الداكن المحلي. حيث تم حصار القلعة عدة مرات طوال عمرها وحتى اشتعلت فيها النيران. واليوم تنتمي القلعة إلى (Lviv Art Gallery) ويمكن زيارتها في أي وقت. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء ديكور واجهة القلعة والديكورات الداخلية بواسطة حرفيين إيطاليين باستخدام الأخشاب باهظة الثمن والرخام الأسود والتذهيب.
تم تسمية الغرف العديدة بالداخل، والتي تستند جميعها إلى الطراز الأوروبي الغربي، بأسماء مختلفة. على سبيل المثال، غرف (Crimson و Knight و Mirror و Gold و Green). كما أشارت الأسماء إمّا إلى الأقمشة التركية التي قد توجد على الجدران والأثاث أو إلى ما كان مخزناً داخل تلك الغرف. والآن بعد أن أصبحت قلعة ملكية، بدأت أعمال الترميم بجدية واستمرت. بينما بعد وفاة جان سوبيسكي، نادرًا ما زار الملاك الجدد القلعة. وبدلاً من ذلك، تم تعيين مضيفين، وفي بعض الأحيان تم تأجير المبنى.
اشترى ستانيسلاف رزيوسكي القلعة، وكان جامعًا للكتب والأسلحة واللوحات وقرر إيواء مجموعاته الثمينة في القلعة. بالإضافة إلى ذلك، افتتح أيضًا مسرحًا هناك. حيث أنه بعد ثماني سنوات، بدأ ابنه في إعادة بناء القلعة على نطاق واسع، والتي تضمّنت إضافة مستويات إضافية لجعل القلعة عالية من ثلاثة طوابق. كما تم تغيير شكل السقف وتم تحديث الديكورات الداخلية للقلعة لتعكس الطراز الحديث في ذلك الوقت، وتم إنشاء مكتبة. كما أنه بعد تقسيم الكومنولث، انتقلت القلعة إلى أيدي السلطات النمساوية.
