خصائص قلعة دمشق في سورية:
تقع في الزاوية الشمالية الغربية من سور دمشق شمال سوق الحميدية، وقد شيدت في العهد السلجوفي مكان تحصينات قديمة تعود للعهد الروماني، كما تدل على بعض ذلك بعض العناصر الأثرية في داخلها، وحين دخل السلطان صلاح الدين الأيوبي مدينة دمشق عام 570 هجري/ 1174 ميلادي قام بتحصين القلعة وجعلها مقراً لإقامته، وقد توفي فيما بعد ذلك في هذه القلعة ثم دفن بتربته المعروفة في المدرسة العزيزة بدمشق.
وحين تولى السلطنة الملك العادل صلاح الدين أعاد بناء القلعة من جديد بين سنتي 1206-1216 ميلادي، وتجاوز في بنائه حدود القلعة القديمة، فتقدمت أسوارها من جميع الجهات وأصبحت في عهده مدينة ملكية وعسكرية، كما احتوت على مكاتب الإدارة وفيها معمل للأسلحة وبيت للمال وسجن الدولة وأسواق وحمامات ومسجد، فهي مدينة تستطيع أن تكفي نفسها بنفسها.
وفي عام 658 هجري/ 1260 ميلادي هجم التتر على دمشق بقيادة هولاكو وأحرقوا القلعة وهدموا أسوارها وأبراجها، حيث قاموا بضربها بالمنجنقيات من صحن الجامع الأموي، ولكن بعد أن انتصروا على التتر قام الظاهر بيبرس بإعدة ترميم كل ما حدث من دمار.
التصميم المعماري لقلعة دمشق:
تعد قلعة دمشق من أهم معالم فن العمارة العسكرية في سورية في العصر الأيوبي، فهي لا تزال تحافظ على وضعها، تتألف من اثني عشر برجاً، بعض من هذه الأبراج في حالة كاملة، أما من حيث التخطيط الهندسي فهي مستطيلة الشكل أبعادها 220 × 150 متراً، تحتوي القلعة على بابان رئيسيان يقع الباب الأول في الجهة الشرقية من القلعة، أما الباب الثاني فيقع في الجهة الشمالية منها.
كما تحتوي القلعة على باب في الجهة الغربية وهو يسمى في الوقت الحالي باب السر، حيث كان يستخدم هذا الباب فقط من قبل السلطان، ويقع وراءه إلى اليمين بناء القصر الملكي القديم، لكن حدثت عليه بعض التعديلات، كما يوجد على جانبيه على مضلع القلعة الجنوبي برجان يرجع تاريخمها إلى القرن الثالث عشر ميلادي.
وفي القرن الخامس عشر تم ترميم الباب الشمالي للقلعة، حيث سمي هذا الباب بباب الحديد، يوصل هذا الباب إلى دهليز كبير يؤدي إلى صحن القلعة، أما باب السجن فهو الباب الشرقي للقلعة ويستخدم في وقتنا الحالي.