قلعة شاتو دابادي Château d'Abbadie castel

اقرأ في هذا المقال


تُعد قلعة شاتو دابادي (Château Observatoire Abbadia) أحد أهم الأمثلة على الهندسة المعمارية القوطية الفرنسية، وهي حركة معمارية بدأت في أواخر أربعينيات القرن الثامن عشر في إنجلترا. حيث يمكن زيارته على مدار السنة في بلدة (Hendaye) الواقعة في أقصى جنوب غرب فرنسا قبل أن تصل إلى إسبانيا. كما تقع في ما يعرف ببلد الباسك الفرنسي.

التعريف بقلعة شاتو دابادي

كان أنطوان طومسون دبادي داراست رجل عصر النهضة في القرن التاسع عشر، عالم فلك ولغوي ومستكشف وعالم أنثروبولوجيا وسياسي، من بين أمور أخرى. حيث ولد نبيل من أم إيرلندية وأب من إقليم الباسك، وكان يمتلك منطقة تطل على المحيط الأطلسي وقرر بناء قلعة هناك تتناسب مع اهتماماته الانتقائية. كما تم بناء قلعة أباديا ذات الطراز القوطي الجديد من عام 1864 إلى عام 1879 بناءً على خطط المهندس المعماري الشهير أوجين فيوليت لو دوك، المعروف بترميم آثار العصور الوسطى مثل كاتدرائية نوتردام.

تتكون القلعة من ثلاثة أجنحة مخصصة لأنشطة مختلفة. حيث أول ما تلاحظه عند وصولك إلى القلعة هو الموقع الرائع المطل على ساحل المحيط الأطلسي. وبعد ذلك، فإنّ المبنى القوطي الجديد هو الذي يلفت انتباهك، ومن أبرز هذه المكتبة المرصد والمكتبة العلمية الضخمة المجهزة بتلسكوب خط الطول الفريد من نوعه لدراسة موقع النجوم. بينما الأجنحة الأخرى بها شقق لدبادي وزوجته ومصلى للزوجين النبلاء ومزارعي الأرض.

تم تزيين كل جزء من أجزاء القلعة تقريبًا بالغرغول والحيوانات والرموز والنقوش بلغات مختلفة تتعلق بحياة المالك وعمله. حيث أن المدخل مثير للإعجاب بشكل خاص بلوحاته المستوحاة من رحلات دابادي الطويلة إلى إثيوبيا. كما تتميز كل غرفة بطابع متعدد الثقافات ومزينة بشكل كبير بالفسيفساء أو الأنماط الشرقية أو الأثاث الذي يشبه القرون الوسطى وفقًا للثقافة. واليوم، أدرجت العبادية كموقع للتراث الوطني وهي مملوكة للأكاديمية الفرنسية للعلوم.

موقع قلعة شاتو دابادي

تقع هذه القلعة القوطية الجديدة من القرن التاسع عشر في (Hendaye) في إقليم الباسك الفرنسي. كما أنها على بعد 4 كم فقط من الحدود الإسبانية وهي ذو موقع جيد للغاية مواجه للبحر مع مناظر على الساحل الفرنسى والساحل الأسبانى وجبال البرانس. بينما المنظر فوق جبل (Larrhune) الذي يرتفع بشكل مهيب نحو السماء رائع. يتم الحفاظ على التركة التي يقع عليها القصر جيدًا وتحتفظ بها لرعي الحيوانات مثل الأغنام والخيول. حيث تقع الحوزة بأكملها داخل المنتزه الطبيعي للكورنيش واليوم هي ملكية عامة تابعة لبلدية (Hendaye).

على الرغم من أن (Abadia) تبدو وكأنها قلعة قوطية، فقد تم بناؤها في نهاية القرن التاسع عشر من قِبل المهندس المعماري الشهير (Eugene Viollet le Duc)، وهو نفس الشخص الذي عمل على ترميم مدينة القرون الوسطى كاركاسوني ونوتردام دي باريس. حيث كان بأمر من أنطوان العبادي، رحالة شهير وعالم إثنولوجي وجغرافي وعالم.

تم بناء القلعة في حوالي 20 عامًا، ولكن لتحقيق مظهر القرون الوسطى استخدم المهندسون العديد من الحيل مثل استخدام الحجر الجيري من ألوان وأماكن مختلفة لإعطاء انطباع بالبناء عبر مئات السنين كما فعلوا خلال فترة العصور الوسطى. وشيء آخر يجب ملاحظته هو أن أنطوان داباديا استخدم بناة الباسك والحرفيين لبناء قلعته لأنه كان يدرك أهمية مشروعه للاقتصاد الريفي.

تاريخ بناء قلعة شاتو دابادي

إنّ تاريخ (Chateau Abbadie) فضولي للغاية، وكذلك الهندسة المعمارية في الواجهة والتصميم الداخلي. حيث كان أنطوان دابادي عالمًا جغرافيًا وعالمًا في الأعراق البشرية ورجلًا من العلوم في القرن التاسع عشر، وقد كلف المهندس المعماري فيوليت لو دوك بهذا العمل في عام 1864. كما كان أنطوان دابادي عالِمًا ومستكشفًا شغوفًا، وكان أول من رسم خريطة لإثيوبيا حيث كان بقيت لمدة 11 عاما. بينما  اهتم بعلم التنجيم ورسم الخرائط السماوية ومصادر النيل.

في عام 1892 أصبح رئيسًا للأكاديمية الفرنسية للعلوم. كما يضم داخل القصر مرصدًا فلكيًا ظل يعمل حتى عام 1979 ورسم خرائط لنصف مليون نجم، وعند وفاته تبرع أنطوان عباديا بقلعته لأكاديمية العلوم. حيث كان أيضًا باحثًا وراعيًا للغة الباسك منذ أن كان والده من الباسك ونزل في التاريخ باسم (euskaldunen aita) الأب الباسكي.

فن العمارة في قلعة شاتو دابادي

إنّها قلعة مرصد على الطراز القوطي، وتتكون من ثلاثة أجزاء، المكتبة والمرصد والكنيسة. حيث أن المبنى خارج عن المألوف، واجهاته مزينة بالحيوانات البرية مثل الفيلة والثعابين والتماسيح وغيرها من الحيوانات الغريبة التي اكتشفها أنطوان في رحلاته. كما أنه مبنى من العصور الوسطى يجمع بين التفاصيل المعمارية الشرقية والعربية. إنّها بالتأكيد مكان يستحق الزيارة.


شارك المقالة: