عمارة قلعة شيزر

اقرأ في هذا المقال


تعرف هذه القلعة باليونانية باسم سيزارا، وهي قلعة وقرية في وسط سورية، تقع القلعة بجانب جسر قديم، كما أنها محاطة بالمجرى العلوي لنهر العاصي إلى الشمال الغربي من حماة.

خصائص عمارة قلعة شيزر

شيدت قلعة شيزر بجانب النهر فوق جرف صخري متطاول وضيق يفصله عن السفح الصخري المتصل به في الجنوب قناة عميقة، حيث يرتفع الجدار الأمامي للبرج المحصن فوق هذا الخندق مباشرة، وهو صرح ضخم يتألف من طابقين داخليين وشرفة سطحية واسعة، وهو دون شك نتاج فترات بناء متعددة.

كما انهارت الجدران التي كانت تكسو حافة الجرف على كلا ضلعي القلعة الطويلين في معظمها، ولم يبق سوى الركن الشمالي الأقصى من القلعة، والتي هي عبارة عن سواتر ترابية شديدة الانحدار، كما أن البوابة متينة البنيان، ورغم أن القرويين أخرجوا من داخل القلعة، إلا أنها لم تحظ بعد بالعناية والاهتمام الجديرين بها، كصرح تذكاري قديم وهي تزداد تصدعاً بمرور الزمن.

تاريخ عمارة قلعة شيزر

أسست هذه القلعة في الأصل كمستوطنة عسكرية سلوقية، ونظراً لقربها الشديد من المخاضة فقد حازت أهمية محلية منذ قرون عدة، كذلك لعبت دوراً هاماً في الصراع بين الإمبراطور نيقفور فوكاس والأمراء العرب شمالي سورية وتبادلتها الأيدي مراراً في هذه الحقبة.

في أواخر القرن الحادي عشر أصبحت شيزر مقر العائلة المنقذية إحدى السلالات العربية، وحازت على أهمية كبيرة كقاعدة هجومية يستخدمها الحكام العرب في شمالي سورية، أما في أوائل القرن الثاني عشر فقد حاصر الفرنجة القلعة أكثر من مرة دون أن يتمكنوا منها.

حاصر جون الثاني كومنين إمبراطور بيزنطة القلعة واضطر إلى رفع الحصار على عجل؛ بسبب عدم توفر الدعم الفرنجي الكافي له، كما أصابت هزة أرضية القلعة بأضرار فادحة وقتلت أميرها وعائلته كلها، وحاولت الفرنجة الاستيلاء على القلعة التي أصبحت عزلاء من الدفاع إلا أن الإسماعلية في مصياف حالوا دونهم.

شن الفرنجة هجوماً آخر بلا طائل على شيزر التي كان يدافع عنها هذه المرة نور الدين سلطان حلب، خرب الغزاة التتار القلعة ولكنها رممت فور هزيمتهم على يد السلطان الملك الظاهر بيبرس، وتدل نصوص محفورة على أن بناء البوابة الكبرى تم على يد السلطان قلاوون.


شارك المقالة: