وصف قناطر السباع المملوكية:
يذكر علي باشا مبارك أن قناطر السباع أول من أنشأها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، ووضع عليها سباعاً من الحجر على شكل سبع، كانت القناطر عالية ومرتفعة، وقد أمدتنا وثيقة المؤيد شيخ أربع منشآت تحت اسم البناء، ولكنها لم تحدد طبيعة هذه المنشآت أو نوع استخدامها بشكل واضح.
وتذكر الوثيقة وصف البناء بخط قناطر السباع بأنه عبارة عن باب مربع يعلوه عتب مستقيم وأسفله عتبة من الجرانيت يغلق عليها زوجا باب ويؤدي إلى دهليز به مخزن بجواره مصطبتان بإحداهما آنية من الفخار بها ماء، ويؤدي الدهليز إلى قاعة مستخدمة للصباغة بها مصطبتان، وبهذه القاعة ثماني عشرة آنية من الفخار للصبغ، وبالقاعة عمودان دائريان من الحجر ويتوصل من القاعة إلى باب سر يؤدي إلى ساحة ثم إلى بركة قارون.
وتذكر هذه الوثيقة أن بهذه المنشأة أربعة حدود: البحري ينتهي إلى مباني وقف، والحد الشرقي إلى الطريق السالكة وموضعه حالياً شارع بورسعيد أما واجهة جامع السيدة زينب ثم شارع السد ويمتد حتى مدينة مصر (الفسطاط) وفي هذا الحد باب المنشأة وحانوتان والحد الغربي بركة قارون، ويتبين من وصف هذه المنشأة أنها كانت مصبغة لصبغ الثياب.
خط الجسر الأعظم:
يذكر المقريزي أن خط الجسر الأعظم صار شارعاً مسلوكاً من الكبش حتى قناطر السباع، وأصله جسر يفصل بين بركة قارون وبركة الفيل، وموضع هذا الجسر في الوقت الحالي شارع مارسينا أو عبد المجيد اللبان.
وتشتمل منشأة المؤيد بهذا الموقع على باب كبير معقود يغلق عليه زوجا باب بأحدهما خوخة، ويكتنفه مصطبتان ويؤدي الباب إلى دركاة في مواجهتها مصطبة كبيرة بأسفلها حجرة صغيرة للبواب، وعلى يمين الدركاة مصطبة وخزان وعلى يسار الدركاة سلم صاعد يؤدي إلى طبلخاناة، وتؤدي الدركاة إلى ساحة كبيرة يتوسطها مقعد وقبة وفسيقة مربعة ومطبخ وسلم صاعد يؤدي إلى ثماني حجرات كاملة المرافق وثمانية مخازن.
ولهذه المنشأة أربعة حدود: القبلي ينتهي إلى الطريق تجاه الكبش والحد البحري ينتهي إلى بركة الحمصانيين والحد الشرقي ينتهي إلى الطريق المؤدية إلى قناطر السباع والقلعة، وبهذا الحد خمسة عشر مقعداً واثني عشر مخزناً بأبواب معقودة، والحد الغربي ينتهي إلى بركة الحمصانيين.