ما لا تعرفه عن مسجد كتشاوة في الجزائر

اقرأ في هذا المقال


يقع مسجد كتشاوة في الجزائر عاصمة دولة الجزائر، كما يعد من أجمل المساجد الإسلامية الموجودة في الجزائر، يتميز بتصميمه الرائع والضخم، كما تميز بزخارفه المتنوعة بين الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية، يوجد مسجد كتشاوة في وسط عاصمة الجزائر في الحي العتيق الذي يحتوي على بنايات متشابكة وعريقة، ويعد من المساجد القديمة جداً في الجزائر، ولكن خلال فترة الاحتلال الفرنسي حوّل المسجد على كاتدرائية، وكانت تسمّى سانت فيليب، وفي 24/12/1832 صلى المسيحيون فيها أول صلاة نصرانية.

تحويل مسجد كتشاوة إلى كاتدرائية:

نقلاً عن المجلة الجزائرية الكاثوليكية فإن تاريخ تحويل المسجد إلى كنسية كان في 24/ ديسمبر/ 1832، أي ليلة الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، وقد جرى الاحتفال بهذه المناسبة في منتصف الليل من التاريخ المذكور، وفي مستهل سنة 1844 ميلادي شرع في تهديم المسجد لتغيير مخططه نهائياً، ولم يبقى منه إلا العناصر المعمارية التي احتاج إليها الفرنسيون لتدعيم كنيستهم الجديدة كالأعمدة والمنبر.
بقيت الميضأة على الشكل، ولكنهم أزالوا المئذنة التي كانت خلف المسجد في أحد الأركان، وفي سنة 1868 ميلادي تم الانتهاء من بناء الكنسية الجديدة، وهي على الصورة التي نراها اليوم، وإمعاناً في تضليل وإيهام الأهالي برسالة فرنسا الحضارية، التي كانت تتضمن بها عمد المخططون إلى إدخال عدة أنماط من العمارة على الكنسية، حيث كانت من الداخل على شكل البازيليكا البيزنطية وإبراز الأثر الفني الإسلامي في المئذنتين الأماميتين اللتين هما على شاكلة مآذن جامع قايتباي وجامع محمد ناصر بالقاهرة.

وضيعة مسجد كتشاوة حالياً:

فقد المسجد ما كان يزخر به من الزخرف الفني والزخارف الكتابية بالأخص، وضياع المربعات الزخرفية الرائقة، كان له أثر سلبي في جعل المسجد يعيش جواً من الغمامة القاتمة، وربما لا يفيد تبييضه من سنة لأخرى طالما يتعرض لأثر الرطوبة التي أصبحت تلتهم طبقة من الجص النيئ وحتى الحجارة الجيرية.
لذلك فواجب العناية به أمر له دلالته الخاصة، فرعم كونه ليس أو لم يعد أثراً محلياً بل هو دخيل على عمارتنا، إلا أنه يبقى شاهداً للعيان على فظاعة وبشاعة الإنسان المستدمر الذي حاول بكل ما أوتي من قوة أن يسلخ روح هذا المسجد من عقيدته السمحة النيرة، ولكن باءت محاولة مساعي ذلك الإنسان الصليبي بالفشل الذريع.

المصدر: لمحات عن العمارة والفنون الإسلامية في الجزائر/تأليف الدكتور محمد السيب عقاب/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الإسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانية


شارك المقالة: