عمارة محطة ساو بينتو

اقرأ في هذا المقال


بدأ مشروع محطة سكة حديد ساو بينتو في باريس عندما اختار ماركيز دا سيلفا بإحساسه المعتاد بالبراغماتية المحطة المركزية كموضوع لدوراته الدراسية النهائية. حيث كان هذا الاختيار مفهومًا، ليس فقط في طموحه بأن مدينة بورتو ستبني مثل هذا المبنى، ولكن أيضًا تذكر أن فيكتور لالوكس معلمه في مدرسة الفنون الجميلة كان مهندس (Gare de Tours) وفي باريس، كما أنه مثال ساطع على ثقافة الفنون الجميلة.

التعريف بمحطة ساو بينتو

سبق وصول خط السكة الحديد إلى وسط مدينة بورتو عدة تأخيرات، لجعله قابلاً للتطبيق، إلى جانب فتح نفق متصل عند منحدر (Guindais)، حيث كان من الضروري هدم دير (Ave Maria) الذي كان يشغل مقعد الأعمال الترابية الأساسية لمنصات المحطة، وفي عام 1903 بدأت أعمال البناء، بعد تصميم جديد قدمه ماركيز دا سيلفا في مارس من ذلك العام، وعلى الرغم من أنها خضعت فيما بعد للتغييرات والتعديلات، إلّا أن هذا التصميم هو الذي ميز العناصر الأساسية لمحطة سكة حديد ساو بينتو كما نعرفها اليوم، ولا سيما قرار بناء ردهة كبيرة مستقلة عن السقف المعدني فوق منصات المحطة.

إلى جانب العديد من الإهانات لمهاراته كمهندس معماري، بما في ذلك توجيه الأعمال التي سلبها منه في عام 1909، أخذ المشروع مجراه، وفي عام 1916 اكتملت أعمال المحطة أخيرًا وتم تزيين ردهة المحطة باللون الأزرق، وتم افتتاح البلاط (azulejos) لخورخي كولاكو، خلال الاحتفالات بالذكرى السادسة للجمهورية، حيث أن من أصولها الأكاديمية إلى التعبير النهائي عن بنائها، تُعد محطة سكة حديد ساو بينتو مثالًا نموذجيًا للهندسة المعمارية للفنون الجميلة، بالإضافة إلى تكوين التصميم، الذي يمليه منطق وظيفي موضوعي، يحكمه نظام من المحاور المتعامدة على أساس الأحجام مع وحدة محددة للبناء.

بالاقتران مع هذه الكتلة الحجمية المفصلية، يُعطي التصميم تماسكًا للشخصية بناءً على مبدأ زخرفي محدد، وفي هذه الحالة تخلق مادة الجرانيت كتلة ضخمة تعمل فيها النوافذ والمداخل أكثر من كونها شفافة فقط كثقوب في مبنى صلب. بينما في النهاية ستكون هذه الخاصية الأكثر أصالة للمحطة والتي باعتبارها معلمًا تكوينيًا للهوية الحضرية، أدخلت في ممارسات البناء في المدينة إحساسًا فريدًا بالذوق.

بناء محطة ساو بينتو

إنّ جدران محطة سكة حديد ساو بينتو في مدينة بورتو التاريخية بالبرتغال لديها قصة ترويها، ويقوم مركز النقل الموجود في قلب بورتو بأكثر من مجرد نقل الأشخاص ذهابًا وإيابًا، حيث تم الانتهاء من هيكل المحطة الجميلة في عام 1900، وقد سميت على اسم دير بندكتيني الذي كان يشغل مساحته من القرن السادس عشر.

كما يحتوي الهيكل الفرنسي للفنون الجميلة على 22000 بلاط خزفي رائع من أزوليجو مزجج بالقصدير يصور ماضي البرتغال، ملوكها وحروبها وتاريخ النقل فيها. كما تم وضع البلاط الأزرق والأبيض على مدى 11 عامًا (1905-1916) من قِبل الفنان خورخي كولاكو.

أعيد بناء الدير الذي دمرته النيران، ولكن بحلول القرن التاسع عشر تم هدمه لإفساح المجال لتوسيع نظام السكك الحديدية، حيث بنى المهندس المعماري خوسيه ماركيز دا سيلفا المحطة، ووضع الملك كارلوس الأول الحجر الأول بنفسه، بينما بعد خمس سنوات من بناء المحطة، بدأت أعمال البلاط المعقدة، بحيث تشمل المناظر الطبيعية والعروض الإثنوجرافية معركة (Valdevez) وغزو سبتة إلى جانب العديد من الأحداث والأماكن المهمة الأخرى التي أوجدت المدينة النابضة بالحياة التي توجد فيها هذه المحطة غير العادية والجميلة.

غالبًا ما توصف محطة سكة حديد (S. Bento)، في وسط مدينة بورتو، بأنها واحدة من أجمل محطات القطار في العالم بأسره، وهذه ليست مبالغة، في الواقع نتحدث عن الجدران والأسقف المغطاة بـ 22 ألف بلاطة أزوليجوس، والتي هي من تصميم خورخي كولاكو رسام الكاريكاتير والفخاري.

حيث بدأ خورخي كولاسو في عام 1903، في العمل على البلاط كقماش للوحاته، وأصبح أستاذًا في الرسم على البلاط، ولقد صنع ألواح بلاط رائعة في محطة قطار ساو بينتو، كما وصل أول قطار إلى المحطة في ساو بينتو، وتم بناؤها على الطراز المعماري الفرنسي وافتتح في 5 أكتوبر 1916.

وفي نهاية القول فقد تم افتتاح محطة (São Bento) للسكك الحديدية في بورتو للجمهور في عام 1916 في موقع دير البينديكتين السابق، بينما ينبثق الهيكل من جو المدينة الحزين والحنين إلى الماضي، وعلى الرغم من أن محطة القطار مدهشة من الخارج، إلّا أن الجمال الحقيقي يكمن في الداخل، حيث أن القاعة الرئيسية تخطف الأنفاس مع أكثر من 20000 بلاطة تعكس تاريخ البرتغال.

المصدر: كتاب تصميم كل العناصر الانشائية للمؤلف المهندس سامي، تاريخ النشر 2006 للميلاد كتاب تقنية معمارية (رسم معماري) للإدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج كتاب تحليل انشاءات للمؤلف الدكتور عاطف العراقي كتاب الأنظمة الانشائية للمؤلف أحمد إبراهيم


شارك المقالة: