تعتبر الأبواب من العناصر الأساسية في المدن الإسلامية لأهميتها في الاتصال بين داخل المدينة وخارجها، وقد كان للطرق المؤدية إلى المدينة تأثيراً كبيراً في تحديد اتجاهات أبوابها، ولا أدل على ذلك من مدينة بغداد التي كان بها أربعة أبواب.
أبواب مدينة مستغانم العسكرية:
ومدينة مستغانم من بين المدن التي توفرت فيها هذه الخاصية، بحيث فتحت في أسوارها خمسة أبواب خارجية وزعت على النحو التالي، بابان في السور الشرقي هما بابا مجاهر والعرصة، وبابان في السور الجنوبي وهما بابا معسكر ووهران، وباب السور الغربي وهو باب البحر، ويضاف إلى هذه الأبواب باب سادس يتقدم باب معسكر ويفتح على وسط المدينة ويعرف بباب الجراد.
وأول هذه الأبواب باب البحر منفذ المدينة الرئيسي من الجهة الغربية، ونقطة اتصال بينهما وبين الميناء، وأما عن هيكله المعماري فلم يبق منه إلا فتحة باب محدودة بدعامتين حديثتين من الإسمنت، تكتنفه على كلا جانبيه بعض الأبراج التي تعود إلى الفترة الاستعمارية توحي بأهميته خاصة، وأنه كان أقرب الأبواب التي تفتح على المدينة.
وثاني هذه الأبواب باب وهران الذي يقع في الجهة الجنوبية، ويبدو من خلال اسمه أنه أطلق نسبة إلى الطريق الرابط بين المدينة ووهران، وقد استطعنا من خلال المخطط القديم للمدينة والمعاينة الميدانية من تحديد موقع الباب بالتقريب.
وأما ثالث هذه الأبواب فباب معسكر الذي يظهر أن اسمه أطلق نسبة إلى الطريق الرابط بين جنوب المدينة ومعسكر، ويعتبر هذا الباب من الأبواب الرئيسية في العهد العثماني باعتبار أن مدينة معسكر كانت عاصمة بايلك الغرب، وكان طبيعياً أن يكون للمدينة باب بهذا الاتجاه، مع العلم أن الباب لم يبق منه في الوقت الحالي أي أثر، حيث هدم في العهد الفرنسي على إثر التهيئة التي قامت بها السلطات الفرنسية لغرض توسيع المدينة.
وإضافة إلى هذا وجدنا صورتين التقطتا في العهد الفرنسي استعطنا من خلالهما تحديد موقع الباب بالتدقيق، وذلك بعد المعاينة الميدانية، حيث أخذنا بعض المعالم التي ما تزال والتي تعود للفترة الاستعمارية كنقاط مرجعية، وقمنا بمطابقتها بالصورتين وتمكنا في الأخير من تحديد موقع الباب على الميدان، هذا عن موقعه وأما حجمه وشكله فنشير إلى أنه كان في بداية الأمر يتكون من دعامتين كبيرتين على ارتفاع السور تتوسطهما دعامة ثالثة.