مرافق المساكن الجزائرية في العمارة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


ميزات المرافق للمساكن الجزائرية:

ما يميز المساكن التقليدية في مدينة الجزائر احتوائها على مرافق ذات الصلة الوثيقة بالحياة المعيشية للسكان، دون اللجوء إليها خارج البيت، هذا إمعاناً وترسيخاً لنموذج المجتمع المقتصر على الانتماء الداخلي والاعتماد على ما هو موجود بالقرب منه، رغم وجود مرافق مكملة في المدينة، كالحمامات والعيون وما إليهما.

المطابخ في المساكن الجزائرية:

وعلى رأس هذه المرافق نذكر المطابخ التي نجدها في معظم المساكن التي توجد بأسفله، وهذا لارتباطه بوجود المستوى الأرضي للمسكن وكذلك لارتباط إقامة الخدمة بالقرب منه، رغم أننا نجهل الآن شكل المطبخ في مسكن الجزائر، إلا أن عنصراً من ملامحه العامة ما زالت قائم،ة وهو السقف المتقاطع الأضلاع، أي الخالي من السقف الخشبي، هذا بسبب وقوع الحمام فوقه أو بالجنب منه، لأن كل منهما يكمل الآخر من حيث الحرارة والماء.
كما يلاحظ وجود غرفة صغيرة بجانب المطبخ هي بودن شك بمثابة مخزن لمحتويات المطبخ ومنه الخشب بالدرجة الأولى، ويبدوا أن المطبخ كان يحتوي على كثير من الخزائن الجدارية مثلما عثر عليها في مختلف المساكن، كما عثر على عيون جدارية بالقرب منه، شكّلت بواسطة وضع كوز من الفخار في صلب الجدار.

الحمامات في المساكن التجارية:

أما الحمامات فغالباً ما كانت تقع فوق المطبخ، خاصة في المساكن الفخمة أو بجانب منها، وقد ساعد على تكوين الحمامات في البيوت توفر الآبار لدى السكان إن لم يكن هذا في كل المساكن، وإن تركيبها المورفولوجي لا يختلف عن تركيب الحمامات العمومية، إذ تتكون على الأقل من غرفتين اثنتين قد تكونان منفصلتين في أحيان كثيرة، وكما أن بعض المساكن الواسعة تمتاز بثرائها الفني وأحواضها الرخامية الملونة المعرقة ذات النمط الباروكي الإيطالي.
كما أمدتنا بعض الحفريات في القصبة على أن نظام توزيع الحرارة في الحمامات لا يختلف عن النظام في العهد الروماني، وهي وضع قنوات تمرير الحرارة بواسطة تركيب قطع الأجر عمودياً مع وضع قنوات للمياه الحارة حول الغرف الساخنة.
بينما غرفة النار فكثير ما جعلت في أسفل غرفة الحمام أو بجانبه، لذلك فالحرارة في قاعتي الحمام تنتشر طبقاً لقرب النار منها أو بعدها، وتمتاز غرف الحمام بقبابها المثمنة الأضلاع ذات الفتحات المستطيلة، بخلاف غرف الحمامات العمومية التي تحتوي سقوفها على نجوم خماسية الأضلاع لتنويرها بكمية من الضوء، ومهما كان نوع الفتحات فإنها كانت تطعّم بقطع من الزجاج الملوّن، فتضفي على الغرف مسحة خاصة من الأشعة المختلفة الألوان، وإن كانت غير قوية السطع.


شارك المقالة: