يرجع إنشاء هذا المسجد إلى عهد أغلب بن إبراهيم، حيث توجد بأعلى واجهة المسجد شريط من الكتابات الكوفية تتضمن اسم هذا الأمير الأغلبي الذي يعتبر رابع حكام دولة الأغالبة في الشمال الإفريقي، وقد أشرف على بناء هذا المسجد مولى الأمير فتاتة.
الوصف المعماري للمسجد
يتميز هذا المسجد بأنه يشتمل على سقيفة تتقدم مدخله الرئيسي في الواجهة الشمالية، وهذا السقيفة تتكون من ثلاثة عقود محمولة على كتفين جانبيين ودعامتين في الوسط والعقد من النوع الذي يشبه حدوة الفرس ويبلغ ارتفاع هذه الواجهة 4.87 متر وبأعلاها شريط الكتابة، ويبلغ عرض الشريط 48 سم يحيط به إطار من زخرفة قالبية باتساع 18 سم ويخفي جزء من هذا الشريط بناء حديث لدرج يؤدي إلى سطح المسجد والمئذنة، ويعلو السقيفة قبو نصف اسطواني، ويلاحظ أن النصف الأيمن من السقيفة به بناء حجري لتدعيم القبو وقد حدث ذلك عند إنشاء مئذنة حديثة للمسجد.
وفي منتصف الجدار الجنوبي للسقيفة توجد فتحة الباب التي تؤدي إلى ساحة الصلاة، ويعلو هذه الفتحة عتب يعلوه عقد عائق نصف دائري ويتوصل من هذا الباب إلى ساحة الصلاة الداخلية والتي يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 7.86 متر وعرضها من الشرق إلى الغرب 7.86 متر، وتقسم ساحة الصلاة إلى ثلاث بلاطات عمودية جدار القبلة بواسطة بائكتين بكل بائكة ثلاثة عقود يحملها أربع دعامات في صفين بالإضافة إلى دعامتين ساندتين متصلين بجدار القبلة وبالجدار المقابل له على نفس المحور ويلاحظ أن هذه الدعامات تحمل أيضاً عقوداً موازية لجدار القبلة.
وصف عمارة مسجد بوفتاتة
يوجد ثلاث نوافذ بحوائط السجد إحداها تعلو المحراب والنافذة الثانية في الجدار الغربي تفتح على البائكة الثالثة، أما النافذة الثالثة ففي الجدار الشرقي وتفتح على البائكة الثانية من الشمال إلى الجنوب، ويلاحظ أن هذه النوافذ بهذا التوزيع لتساعد على إضاءة المسجد من الداخل بنسبة تتوافق وحجم هذه النوافذ وبقلة عددها، حيث تبدو الإضاءة خافتة نسبياً تكفي لإضاءة القطاع الشمالي للمسجد.
وقد أضيف للمسجد زيادة حديثة في الجهة الشرقي عبارة عن بلاطتين على نفس محور البلاطتين والثانية من بلاطات المسجد، ولا يوجد حجرات لهذه الزيادة وتم فتح باب في الجدار الشرقي للمسجد يصل ما بين البلاطة الأولى للمسجد والبلاطة الأولى في الزيادة.