خصائص مسجد السلطان حسن:
من أروع العمائر الدينية التي شيدت في القرن الرابع عشر الميلادي، وقد استغرق بناؤها الفترة من 755-764 هجري، وقد بدأها السلطان حسن لتكون مدرسة للمذاهب الأربعة ومسجداً وضريحاُ، كما ألحقت بها مساكن الطلبة، إلا أنه لم يكملها حيث توفي قبل سنة من إتمامها، فأتمها أحد أمرائه وهو بشير أغا، وما تزال بعض المشروعات الزخرفية غير كاملة.
ويعتبر هذا المسجد من أعظم العمائر الإسلامية بل من أعظم العمائر العالمية، ولضخامته وجمال نسبه والحلول الزخرفية والمعمارية الممتازة التي جعلت منه درة جبين القاهرة، وتعتبر النموذج المثالي للمدرسة ذات الأواوين المختصة بتدريس المذاهب الأربعة.
مدرسة السلطان حسن:
المدرسة مبنية على مساحة ضخمة مستطيلة الشكل تقريباً طولها 150×78 ميلادي، وبهذا تقترب مساحتها من 9000 مربع وتخطيطها متعامد، ويقع صحن الجامع المربع في مركز التعامد، وهو مبنى كثير الأضلاع، وفي مدخل الجامع شبه مسجد صغير مكون من ثلاث أواوين وصحن وإلى يساره شرقاً دهليز طويل يؤدي إلى الصحن.
وهو مربع تقريباً طول ضلعه 34.6×32 ميلادي يتوسطه حوض كبير للوضوء تعلوه قبة خشبية محمولة على ثمانية أعمدة من الرخام، والمدخل إلى المدرسة عبارة عن دهليز ملتو يبلغ ارتفاعه اكثر من 37 ميلادي، ويؤدي إلى الصحن المضيء في مقابل الأواوين الأربعة المعتمة كأنه كعبة من نور، كما يقول (بوركهات) وفتحة المدخل شبه مشكاة تضيق مع الارتفاع وزخرفت طاقيته صفوف المقرنصات، وهو مفتوح في جانب من الواجهة الشرقية الفخمة التي ترتفع ما يزيد عن 65 ميلادي وتزينها النقوش الحجرية المنتظمة داخل حشوات أو أشرطة رأسية.
أما مصراعا الباب فقد نقلهما المؤيد شيخ إلى مسجده فيما بعد، وهما مغشيان بالنحاس المفرغ، والداخل لا يشعر بانحراف المدخل والصحن المركزي تغطي أرضيته بلاطات رخامية متعددة الألوان وتحيط به من الجهات الأربع مباني تتوسطها إيوانات خصصت للمذاهب الأربعة، أكبرها إيوان القبلة، وتحيط بكل إيوان غرفة لسكن الطلبة، ويقع الضريح خلف إيوان القبلة بامتداد أحد أذرع التعامد.
كما أن واجهة المبنى الخارجية توجد بها صفوف من الفجوات العمودية الضيقة غير عميقة بارتفاع الواجهة تقريباً وتظهر بها نوافذ موضوعة بعضها فوق بعض، تعطي بتكرارها تأثيراً إيقاعياً جميلاً يؤثر على كتلة المبنى المكعبة، كما تجعل الجدران تبدو أكثراً علواً من الحقيقة.