تُعدّ المعابد عنصراّ مهماً في فن العمارة المصرية، وذلك لحب المصرييون القدماء للآلهه ووفائهم للدين، حيث كان يُعرف الشعب المصري بتدينه، حيث قال المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت (لم أجد شعباً يحب آلهته ودينه كما وجدت في الشعب المصري).
كانت المعابد تسمّى ببيت الإله أو بأسماء الملوك التي شيدت المعابد لهم، حيث بنيت المعابد لتكريم الآلهه وإقامة الطقوس الدينية والصلوات، وكانت عبارة عن مباني مُغلقة يأتي إليها الناس في المناسبات مثل الأعياد الدينية وحفلات تتويج الملك، ومن أشهر هذه المعابد معبد الأقصر.
كان معبد الأقصر أحد أقوى المعابد في مصر القديمة، إله المعبد هو آمون أو آمون رع، كانت قوة آمون نتافس قوة الفرعون، وكان الأقصر معبداً مهماً بسب موقعه، يقع معبد الأقصر في وسط مدينة طيبة القديمة، على الضفة الشرقية لنهر النيل، بالقرب من ضفة النهر، وهو قريب من معبد الكرنك.
قد يكون هذا المعبد أكبر دليل على حصول الأقصر على لقب أكبر متحف خارجي في العالم، حيث يُعدّ المعبد أفضل المعالم الأثرية المحتفظة بكميات كبيرة من الهياكل والتماثل والمنحوتات التي لا تزال سليمة حتى اليوم، ممّا يجعلها واحدة من أكثر الزيارات إثارة للإعجاب في منطقة الأقصر وكل مصر.
وأصل العلماء والباحثين المصريين ترميم وصيانة معبد الأقصر، كما أجروا عمليات التنقيب ووجدوا مخبأ للقطع الأثرية، وذلك عندما كرس الرومان الأقصر دفنوا تماثيل قديمة من الآلهة والفراعنة.
التاريخ والبناء:
يعتقد العلماء والباحثيين أن الفراعنة بدأوا في بناء الأقصر قبل عصر المملكة الجديدة، حيث تعود أقدم ملامح وجود المعبد إلى عهد أمنحتب الثالث، لقد كان فرعوناً في الدولة الحديثة، حيث أعاد بناء قلب المعبد، والذي يشمل الحرم الداخلي، كما أضاف أمنحتب الثالث فناءاً للشمس إلى مقدمة المعبد، وأضاف أعمدة على مقدمة بلاط الفناء.
بنى رمسيس الثاني أيضاً مدخل قصر الأقصر، وتعود المسلة والتماثيل الهائلة أمام الصرح إلى عهده، واحد من هذه المسلات والعديد من التماثيل موجودة الأن في باريس، أضاف رمسيس الثاني اسمه إلى العديد من التماثيل القديمة و أعيد بناء أجزاء من المعبد في عهده، وقام رمسيس الثاني برفع الصرح الهائل الذي بيلغ إرتفاعه 24 متراً، وتم تزيينه بنقوش تمثّل المعارك العسكرية، بما في ذلك معركة قادش، وقام نخت أنبو الثاني(Nectanebo ll) ببناء ساحة أمام المحكمة الكبرى.
كانت الأقصر موقعاً مهماً للمصريين القدماء، هذا يظهر من خلال حقيقة، أن الأسكندر الأكبر أعاد بناء جزء من المعبد وأعاد بناء الضريح الباروكي داخل النواة الأصلية للمعبد، كان لدى الأسكندر صور منقوشة على الضريح تبين أنه فرعوناً.
كما استخدم الرومان الأقصر، حيث كرسو المدينة لعبادة الإمبراطور، بعد أن أصبحت المسيحية دين الإمبراطورية، بنى الرومان العديد من الكنائس داخل المحكمة الكبرى.
في القرن الثالث عشر، بنى المسلمون مسجداً بالقرب من المحكمة الكبرى، هذا المسجد لا يزال قيد الأستخدام اليوم، اتفق العلماء أن الأقصر كانت مركزاً دينياً نشطاً منذ 3000 عام على الأقل.
في العصور القديمة، كان المعبد محاطاً بمنازل مبنية من الطوب الطيني والتي تقع الان تحت المدينة الحديثة، حيث انتقل الناس إلى مجمع المعابد وبنيت مدينتهم داخلها.