وصف مواد بناء أسوار بدر الجمالي
استخدم بدر الجمالي الحجر في بناء أسواره وبواباته، واستخدم أيضاً الأعمدة الرخامية كروابط في بناء السور، ويكتشف فحص السور الشمالي من أعمال بدر خاصة ما نراه في استخدام بعض الأعتاب الجرانيتية ذات النقوش الفرعونية عن أن بدر الجنالي رغب في سرعة البناء باقل تكاليف ممكنة، وهدم كثيراً من المباني النصرية القديمة على الجانب الغربي لنهر النيل واستخدم أحجارها في البناء.
كما أن جبل المقطم في الجانب الشرقي كان مصدراً آخر لأحجار البناء التي لمعت من المحاجر في هذه المنطقة ونحتت ونقلت إلى موضع بناء الأسوار البوابات، ويتضح ذلك جلياً من اختلاف حجم الكتل الحجرية التي استخدمت في بناء الأسوار خاصة في الأجزاء السفلية منها، وكتل الأحجار التي استخدمت في بناء القباب والاقبية والعناصر المعمارية الدقيقة خاصة في القطاعات العلوية من الأبراج.
وكذلك في برج السلم الشرقي المجاور لباب النصر، والذي نحتت أحجاره بأشكال وأحجام مختلفة تؤكد قطعها ونحتها وإعدادها للبناء بصورة تؤكد اختلافها عن الكتل الحجرية الكبيرة التي نقلت من المباني المصرية القديمة، كذلك استخدمت الأعمدة الرخامية والحجرية في البناء، حيث إنه استخدم بدن العمود الأسطواني دون استخدام القاعدة والتاج، كما أنه استخدم هذه الأعمدة كرابط بهدف عرض السور على ارتفاع معين، كما كان يوجد في أسوار مدينة المهدية، وهذه الاعمدة جلبت من عمائر قديمة، وترجع إلى عصور مختلفة سابقة على العصر الإسلامي.
خصائص مواد بناء أسوار القاهرة
ولاشك أن بناء أسوار القاهرة بالحجر كان له أثره في استغراق مدة طويلة في البناء بدأت سنة 480 هجري وانتهت 485 هجري، رغم همة بدر الجمالي في البناء واستخدمه أحجاراً جلبت على السرعة من مباني قديمة، ويشير بعض الآثاريين إلى أن بدر استخدم اللبن في بناء بعض الأجزاء من الأسوار، واقتصر استخدامه للحجر على البوابات والسور الشمالي وعلى جانبي باب زويلة وحجة بعضهم في ذلك تهدم هذه الأسوار ومحاولة صلاح الدين ترميمها أو إعادة بنيانها سنة 566 هجري، وهو أمر لا يمكن القطع به إلا في حالة الكشف الأثري عن أجزاء من الأسوار بنيت باللبن، وقد كشف تحليل المونة في بناء باب النصر الاعمال التي حدثت به عام 1941 ميلادي.