ميزات المساكن الجزائرية القديمة في العمارة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


مواصفات المساكن الجزائرية:

تمتاز مواصفات المساكن بمختلف أشكالها الفخمة والبسيطة بطابع التربيع والتكعيب، شأنها في ذلك شأن المواصفات التي تمتاز بها مساكن العمارة الإسلامية، وتختلف المواصفات والتصميمات من مسكن لآخر تبعاً لموقع المسكن والمساحة التي يشغلها وسنلاحظ فيما بعد أن بعضها لا يحتوي على العناصر الكاملة للمسكن، كاحتوائها على ثلاثة أجنحة بدلاً من أربعة وغيرها، رغم ما يبدو من التشابه الكلي في المظهر الخارجي.
إذا ما حاولنا ربط هذه المواصفات الهندسية المذكورة، فإننا نجدها أصيلة في تاريخ العمارة الشرقية عموماً، ويبدو لنا ذلك خلال ما أمدتنا به الاكتشافات الأثرية التي أجريت في بلاد الرافدين بين عامي 1926-1926 ميلادي، والتي بينت لعملاء الآثار وجود مبان ذات طابقين بسلم داخلي وغرف حول الصحن وزعت حسب الوظيفة الحياتية لذلك المجتمع، فهي تحتوي على طابق أرضي المشتمل على المرافق الصحية والمعيشية، كذلك على غرفة للضيوف، بينما الطابق العلوي خصص لغرف النوم، وقد تأثر مسقط البيت العربي الإسلامي بذلك، حيث أنه يتلائم مع الحياة الدينية والاجتماعية السائدة، ويلاحظ فيه الاتنتماء الداخلي.
كما أن مدينة الجزائر قسمت إلى جزأين رئيسين، هما الجزء الأسفل ويحتوي على هياكل المدينة من هياكل إدارية واقتصادية، والجزء الثاني كان للمساكن العامة وبعض المؤسسات الثقافية كالمساجد الصغيرة والكتاتيب المتصفة بالحركة الدائمة لمختلف أنشطة الحياة الاجتماعية، حيث بنيت مساكن الجزائر بشكل أو بنمط التضامن إلى بعضها البعض (مجمع سكني تقريباً) وكأنها كتلة واحدة، كما يوحي ذلك للرائي البعيد أو على شكل مدرج حسبما يتخيله القادم من البحر.

تخطيط المساكن الجزائرية:

إن هذه النقطة بالذات تدفعنا لتوضيح تصميم المنازل في شمال إفريقيا القريبة الشبه من الدار الإيطالية، وذلك لأن المنزل الإيطالي أو الأفريقي يرون أنه يكاد يكون مطابقاً للمنزل الجزائري، فالمنزل الإيطالي يمتاز بتصميمه عموماً بتوزيع الغرف على أحد جانبي الصحن وخلفه فقط.
إن مثل هذا الارتباك أو التردد في إثبات أصالة المسكن الجزائري أمر لا يحتاج إلى كثير من الجهد؛ وذلك لأنه ذو صلة قوية بالتصميم المشرقي، فقد استمر استعمال هذا المسقط في العهد الإسلامي في بلادنا، ويسجد ذلك في عمارة كل من مدينة صدراتة وقصور مدينة أشير وقصور قلعة بني حماد، وهي مساقط لا تبعد كثيراً عن تصميم مساكن مدينة الجزائر وقصورها إلى أواخر العهد العثماني.


شارك المقالة: