اقرأ في هذا المقال
قصر الأخيضر:
له قسم مركزي؛ وهو عبارة عن فناء داخلي (ساحة الشرف) يشغل نصف القسم، وهو مستطيل 33 × 27 متر، يتوسط جداره الجنوبي بهو مستطيل مفتوح يدعى بهو الشرف ويطل على الباحة بعقد مدبب يرتكز على عمودين شبه أسطوانيين، له قواعد وتيجان مربعة.
كما أنه ينفتح على غرفتين مستطيلتين من جانبه الأيسر والأيمن مثلهما، ومن الخلف يفتح على قاعدة مربعة (قاعة العرش) وسقوف هذه الغرف جميعاً لها أقبية نصف أسطوانية، وتزين الغرفتين على جانبي بهو الشرف بوحدات هندسية وحنايا ذات عقود مقصقصة، وهي أقدم مثل من نوعها في العالم الإسلامي.
وهي سابقة على عقود نوافذ جامع سامراء، ويحيط بهذا القسم دهليز يفصله عن باقي أجزاء القصر وتتقاطع عقود أقبية الدهليز في الأركان الأربعة، وهو ابتكار معماري عربي لم يسبق مثيل له في العالم الإسلامي، وفي القصر جزء من الفناء الشرقي يتصل بجدار السور وبجدار القصر من جهة أخرى ويسمى دار الأمير، ويوجد الدهليز الكبير أربع مجموعات من البيوت تكاد تكون مستقلة عن القصر مداخلها مطلة عليه.
خصائص قصر الأخيضر:
- الموقع: حيث يقع قصر الأخيضر في بادية العراق، وهو مشبه تماماً لمواقع القصور الأموية في البادية الشمالية، كقصري الحير وعمرا فهي تقع جميعاً على طريق حيوية.
- مادة البناء: حيث بني بالحجر المهندم وغير المهندم وأحياناً الآجر، والسبب في ذلك توفرها في الصحراء وهي الأساس في كل قصور البادية الأموية.
- التصميم: حيث التخطيط العام المشابه لدار بالأمارة بالكوفة وقد اشتمل تخطيطه كذلك على مدخل إلى جانب إيوان البيوت يؤدي إلى مجاز متصل بملحقات الدار، وهو نمط استخدم لأول مرة في العصر الأموي.
- التحصين: حيث الأسوار العالية والبروج والمتاريس والمزاغل والشرفات تتشابه مع القصور الأموية عدا فوارق بسيطة، ويشابه في أورقته وتسقيفه وعقوده قصر المشتى والمزاغل الدفاعية على شكل سهم موجودة في قصر الحرانة.
- المحراب: أثبتت الحفائر أن المحراب المجوف من صلب تخطيط القصر مع مسجده وله خصائص العمارة الإسلامية الأولى ومعروف أن أول ظهور للمحاريب المجوفة كان زمن الوليد بن عبد الملك، حيث عمر جامع المدينة المنورة.
- العقود المفصصة: حيث توجد في جدار المؤخرة الذي يحتوي على عقدين مفصصين، كما في مسجد قصر الحلابات الأموي في الأردن، كما تضم زوايا مقدمة المسجد في الأخيضر أنصاف عقود مخوصة أو محارية معمولة بالجص، وقد اشتهرت في الطراز الأموي، وقد ذكرنا أن محراب جامع المنصور المرمري قد جلب من الشام.
- الشرفات: وهذه الشرفات طراز قديم استعمله الأمويون، وهي مدرجة (البارا بيت) والمستعملة بشكل أنصاف متدرجة بنظام المربعات كم في أسوار الأخيضر والحير الغربي أو بهيئة كاملة كما في الأخيضر، ولو كانت من خصائص العمارة العباسية لظهرت بوضوح فيما بعد ذلك من أعمال معمارية عباسية.
حجر جفنة الأبيض:
حيث عثر على كتابة كوفية مؤرخة سنة 64 هجري، وجدت منقوشة على حجرة كبيرة فوق كنف وادي الأبيض على مسافة يسيرة من الأخيضر، ولعل الأخيضر كان نواة مدينة، حيث كشفت الحفريات عن مجموعة بيوت سكنية ومسجد وبقايا محراب، إضافة إلى استعمال الآجر، كما كشفت عن زخارف جصية وفخار وقوارير زجاجية وأسفرت النتائج الأولية عن أن تلول الأخيضر مستوطنة أموية.
مسجد الأخيضر:
وهو مستطيل أبعاده 33×27 متر ويقع في الركن الشمالي من القصر جدرانه مشيدة بالحجر غير المنتظم والجص، طليت من الداخل بالجص، كما استخدم الطابوق في التسقيف، ويتألف المسجد من بيت الصلاة ومجنبتين يتكون من أسكوب أو رواق واحد، ويطل على الصحن خمسة عقود مدببة قائمة على أعمدة أسطوانية ذات قواعد مربعة وفي وسطه جدار القبلة، يقع المحراب ذو العقد المدبب أمام المجنبتان فتقابل إحداهما أخرى ويتألف كل منهما من رواق يطل على صحن المسجد بأعمدة وعقود مشابهة لتلك الموجودة في بيت الصلاة.
زخارف الأخيضر – القصر والمسجد:
وهذا القصر غني بالزخارف المعمارية والتنوع في أشكال الزخارف، مما يجعله عملاً معمارياً من الطراز الأول، والزخارف المستخدمة مبنية على إبداع الفنان العباسي في الطابوق واستخدامه بتشكيلات هندسية جميلة وزخارف أخرى وأشكال حلزونية ومدرجة ومسننة وغائرة، أما المسجد فقد زين سقفه بأشكال هندسية جصية معينية مفرغة من داخل عقود مستعرضة مفصولة عن بعضها بشريط عريض مشغول بوحدة زخرفية متدرجة وفي سقف بيت الصلاة حنيتان ركيزتان تعلوان المدخل المؤدي إلى المصلى من الجهة الشرقية.