ما هو الجسر؟
قبل أن يكون الجسر عبارة عن هيكل، كان مفهومًا، لقد تخيل البشر الأوائل العبور عبر مساحات من الأرض أو المسطحات المائية، مما يجعل من الأسرع والأسهل “سد” الفجوة بين مكانين، لقد كانوا يتطلعون إلى الجمع بين النقاط البعيدة معًا، وتقليل المسافة بينهم، حيث إن ذلك سيجعل من السهل البحث عن الطعام وجمعه وإحضاره إلى المنزل، كما أنه سيسمح لهم أيضًا بالتواصل مع الآخرين، لطالما كان البشر مخلوقات اجتماعية، وقد تكون الرغبة في استكشاف والتعرف على أشخاص آخرين محركًا مهمًا لتطوير الجسور بقدر الحاجة إلى الطعام. بمرور الوقت، انتقلت الجسور من كونها مفهومًا إلى حل هيكلي، مما يوفر المرور فوق العوائق بما في ذلك الكهوف والوديان والمسطحات المائية، وفي النهاية أصبحت تصاميم الجسور أكثر تطوراً قرناً بعد قرن، وتم تطوير أنواع مختلفة لخدمة مجموعة من الوظائف، يمكن تصميمها بحيث يمكن بناؤها في مجموعة متنوعة من المواقع.كما أن كلمة جسر تأتي من الكلمة الإنجليزية القديمة (brycg)، والمشتقة من الجذر الألماني (brugj)، حيث يثبت إرث هذا المصطلح أهميته كمفهوم عبر تاريخ البشرية.
أقدم الجسور:
صنعت الطبيعة الجسور الأولى و”اكتشفها” البشر الأوائل، حيث كانت بسيطة مثل سجل أو سلسلة من الصخور تعبر مجرى مائي في بعض الحالات، وتم استخدام الأقواس الصخرية الطبيعية والتكوينات الأخرى من قبل عصور ما قبل التاريخ كجسور. تَعلم البشر من هذا وشيدوا الجسور الأولى من جذوع الأشجار الخشبية والألواح الخشبية والحجارة، لقد كانت هياكل بسيطة للدعم والعارضة، لكنهم نقلوا الناس من مكان إلى آخر.
كان التقدم التالي هو تطوير الجسور المعلقة الأكثر بدائية، شاهد البشر القردة تتأرجح من كرمة إلى أخرى، لتنتقل من مكان إلى آخر، قاموا بلف الغطاء النباتي أو نسجه معًا أو مضفرًا لبناء تقاطعات بسيطة على غرار الحبال، في النهاية قاموا بتوصيل الكابلات المتوازية بقطع عرضية مصنوعة من الخشب ومواد أخرى، مضيفين مقابض يدوية لجعل السفر فوقهم أسهل وأكثر أمانًا، كانت هذه هي الخطوة الأولى نحو أعاجيب التعليق الحديثة مثل جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو.