كيف تتم عمليات التتبع الكلي؟
في الوقت الحاضر يعترف حتى أكثر العلماء تشككًا بأننا نعيش في مجتمع معلومات بالنسبة لمعظم البلدان والمجتمعات، حيث تصبح المعلومات المورد السياسي والاقتصادي الأكثر قيمة، حيث يشارك عدد كبير من المنظمات والمؤسسات في جمع المعلومات، وذلك بمساعدة تطوير التكنولوجيا، كما يمكنهم الحصول على المزيد من المعلومات التفصيلية، كما أنه لم يحدث من قبل في تاريخ البشرية أن نجد فترة كانت فيها المعلومات متاحة جدًا، بحيث أصبح من الممكن الحصول على معلومات شخصية مفصلة تقريبًا حول كل إنسان وخاصة من الجزء الغربي من العالم.
يبدو أن العالم بأسره منخرط في عملية جمع المعلومات والخدمات الأمنية والبحوث التسويقية والاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم أحيانًا عرض معلومات شخصية للغاية على شاشة عامة، وبالطبع هذا الاتجاه الجديد المتمثل في معرفة كل شيء عن الجميع، لا يمكن أن يوجد بدون الإنجازات التكنولوجية الجديدة تمامًا، كما لم يكن عصر النهضة ممكنًا بدون الطباعة.
إلى جانب ذلك فقد يجعل الإنتاج الضخم لأجهزة تعقب (GPS) الجهاز أرخص ويزعم، بعض الباحثين أنه بحلول عام 2023 سيكون لدى كل منظمة في الولايات المتحدة موارد كافية لتتبع كل موظف، وحتى الآن لا يعتبر المجتمع تتبع الموظفين انتهاكًا لحقوق الإنسان، ومن الشائع أن صاحب العمل يشتري وقت الموظف، وهذا هو السبب في أن له الحق في معرفة ما يجري معه خلال هذا الوقت.
كما يمكن أيضًا شرح تتبع أفراد الأسرة إذا ألقينا نظرة فاحصة على نمط الحياة في مجتمع المعلومات، حيث يقضي الرجل الغربي النموذجي معظم وقته في العمل وفي أوقات الفراغ يحاول عادةً استيعاب كمية هائلة من السلع ووسائل الترفيه والمعلومات، كما يتناقص مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص المعاصر في دائرة الأسرة كل عام، ويصبح الأقارب منفصلين أكثر فأكثر في الوقت نفسه، ولا يزال الناس يرغبون في التغلب على العزلة المتزايدة.
وهذا ما يفسر ازدهار وسائل التقنية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والاختراعات الأخرى في القرن الحادي والعشرين، والتي تتيح البقاء على اتصال، لكن تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) هو أداة أكثر ملاءمة للاهتمام بالعائلة. بمساعدة نظام التتبع يمكن للمرء دائمًا الحصول على معلومات كاملة حول كل خطوة يقوم بها الزوج والأطفال والمراهقون والأقارب المسنون.
يبدو أن كل هذا يظهر فقط حقيقة أن التكنولوجيا تتطور بسرعة كبيرة وأن المجتمع ليس لديه الوقت لإنشاء لوائح معينة وإدارة الفرص الجديدة، وهذا يعني أنه إذا لم يجد المجتمع الغربي طريقة للحد من تقنيات معينة والتحكم فيها فقد ينتهي بنا المطاف في عالم الواقع المرير، حيث يلعب الجميع دور الأخ الأكبر الذي يراقبك.