الأساليب المعمارية الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأساليب المعمارية؟

إن العمارة الإسلامية هي فن وعلم وأدب، ومن ناحية علمية هي التحكم في عناصر البيئة الأربعة (الأرض، الهواء، الضوء، الماء) لإشباع حاجات الإنسان العمرانية انضباطا بالشرع ثم العرف بالبناء والزينة ومن أهم الأساليب المعمارية:

التحكم بالأرض:

إن اختيار موقع البناء هو الخطوة الأولى للمعمار المسلم، حيث تحدد على أثرها وظيفة المبنى (عام-خاص) و(عسكري-مدني) و(تجاري ووقفي)، وقد أورد الفقهاء عدة ضوابط لبناء المدن والمساجد والأسواق والمساكن والشوارع فيها، وسنتناول المدينة الإسلامية بوصفها المثال الكامل للعمارة الإسلامية.

حيث هي بمثابة كائن حي له أجهزة وأعضاء حيوية تتكامل وتترابط معاً لتحقيق القيم الإسلامية عامة، والأهداف العمرانية من بنائها خاصة، فالمدينة تشمل منطقة القلب وفيها المباني السيادية المتمثلة بالمسجد، وهو القلب الذي تتفرع منه الشرايين (الشوارع) وصولاً إلى أحياء المدينة وروافدها المليئة بالحياة والإيمان والنقاء.

وهو العضو الذي إذا صلح صلحت المدينة، وإذا فسد فسدت المدينة مادياً ومعنويا، فبصلاح علمائهم وزهدهم وتقواهم يكونون صمام أمان ضد فساد العامة والأفراد ويعلمون الصبيان الخير ويفتون الناس فيما ينزل بهم من مسائل محدثة والعكس بالعكس، وبمجرد خراب المسجد تخرب المدينة.

كما توجد دار الإمارة وهي مقر الوالي أو قصر الخليفة، وفيها يتمثل المخ والمركز العصبي للمدينة والمانع للناس من ظلم بعضهم البعض، وهو على مقربة من المسجد ليستضل بشرعيته ويلتزم بشرعه، وجوارها دار القضاء الإسلامي عبر تاريخه بالنزاهة والعدالة، وحول القلب السيادي، والذي غالباً ما يضم مكتبة المدينة، والتي قد تكون مقسمة لقسمين، أحدهما في المسجد والآخر في دار الإمارة، وقد تكون دار مستقلة عرفت بدار الحكمة أو بيت الحكمة.

يأتي السوق المركزي في المدينة، والذي يقع قرب القلب (المسجد)، حيث هو أنفق للبائع لقوله صلى الله عليه وسلم: أطلبوا الرزق عند تزاحم الأقدام، وأرفق للمشتري، حيث يصعب على الباعة الاحتكار لحرمته في الإسلام ولوجود علماء المسجد وقضاة المدينة بقربهم وأهمهم هنا المحتسب، والذي يعتبر (قاضي السوق)، حيث يهتم بضبط عملية البيع والشراء وأدواتها من مكابيل وموازين بل رعاية إتقان الصنعة بمراقبة شوارع السوق الصناعية، والتي تترامى على جنبيها دكاكين أرباب الصنائع من وراقة وصباغة.


شارك المقالة: