وصف التكايا في العمارة العثمانية:
أطلقت على منشآت التصوف عدة مصطلحات أشهرها ثلاثة وهي : الزاوية الخانقاة التكية، وقد اختلفت الآراء حول تفسير تلك المصطلحات الثلاثة، غير أن ما يعنينا في هذا المقام هو أنه لا يوجد خلاف بينها من حيث الوظيفة التي تؤديها، فكلها منشآت أقيمت للصوفية منذ القرن 4 هجري أو قبله بقليل.
وعلى ذلك فإن هذه المصطلحات الثلاثة إنما هي مرادفات لبعضها البعض، فالزاوية هي اللفظة العربية التي أطلقت على تلك المنشآت والخانقاه هي الفظة الفارسية، أما التكية فهي اللفظة التركية، ولم تلبث هذه اللفظة الأخيرة أن شاعت وانتشرت في القرنين الأخيرين من العصر العثماني، حيث فشلت الدروشة وعم الجهل وازداد الفقر، فأضحت هذه اللفظة علماً على الكسل والبطالة والتواكل وغير ذلك من الأمور التي لا يقرها الدين بأي حال من الأحوال.
الطراز الأول من التكايا العثمانية في أوروبا:
يعد الطراز التلقيدي والذي كان لايختلف عن تخطيط المدارس العثمانية إلا في بعض المفردات والتفاصيل، حتى إن ذلك التشابه وصل إلى الحد الذي كان من نتيجته إطلاق اسم التكايا على المدراس والعكس، ولم يقتصر ذلك على أوروبا العثمانية بل وجد أيضاً طريقه إلى المدرستين العثمانيتين الباقيتين في القاهرة العثمانية وهما: المدرسة السليمانية بالسروجية والمدرسة المحمودية بشارع بور سعيد، ومن تسميتها بالتكية السليمانية والتكية المحمودية.
ويتكون هذا الطراز في جوهره من صحن وسط مكشوف تحيط به الأروقة وتوجد خلفها حجرات ثم قاعة الشيخ، وهي تشبه قاعة الدراسة في المدرسة فضلاً عن بعض المنافع والملاحق الأخرى مثل المطابخ والمراحيض والحمامات ودور الضيافة وأحيانا يلحق بها مطعم خيري ومسجد وقبة دفن وحوش للدفن وغير ذلك.
ومن نماذج الطراز تكية الشيخ سنان سراييفوو والتي لم يتبق منها سوى الحجرة المربعة وبعض الخلاوي، كما أن التكايا الكبيرة كانت تزود بالسمخانة، ولدينا نموذج نادر لها هو مسجد كوجك أفندي في إسطنبول، وتشغل التكية الركن الشمالي الغربي للحديقة وحوش الدفن.
والملفت للنظر أن هذا المسجد يُعد غاية ما وصل طراز الباروك من طمس هوية المسجد الإسلامية عامة والعثماني خاصة، حيث صار لدينا لأول مرة مسجد اتخذ الشكل البيضاوي نماطاً له، مثل حرم مسجد نور العثمانية هو اتخذ الآخر الشكل البيضاوي، لم يقف استخدام هذا المسجد للصلاة فحسب استخدم أيضاً في نفس الوقت خانة لدراويش التكية الملحقة به.