شكلت الأحجار مادة البناء الرئيسية في العمارة الهندية، منذ أقدم العصور فقد استخدمها المعمار في بناء عمائره المختلفة وخاصة عمارة المعابد القديمة، وهو أمر طبيعي كونها تمثل إحدى المواد الطبيعية المنتشرة في مناطق مختلفة من الهند، فضلاً عما تؤديه من فوائد معمارية لا تتوفر في غيرها من مواد البناء، حيث تعمل على زيادة سمك الجدران أكثر من غيرها من المواد، والذي يؤدي بدوره إلى استدامة المباني طويلاً.
أشهر الأحجار المستخدمة في عمارة المساجد
كما أن هذا السمك يسهل عملية العزل الحراري خاصة وأنها تمتاز بالإيصال البطيء للحرارة مع القابلية الكبيرة على الاحتفاظ بها، مما يساعد على معالجة الظروف المناخية، فضلاً عن كونها تمتاز بقلة قابليتها على التمدد والتقلص جراء التبدلات الحرارية، ولهذا فليس غريباً أن يعتمد المعمار على الحجارة في تشييد مبانيه وهو ما نراه بكل وضوع في عمارة المساجد الهندية، فقد حرص المعمار المسلم على أن تكون الحجارة على اختلاف أنواعها مادة البناء الرئيسية في عمارة تلك المساجد.
الحجر الرملي الأحمر
يعد هذا النوع من الحجارة واحداً من أبرز المواد البنائية المستخدمة في العمارة الهندية بشكل عام والعمارة الإسلامية في الهند على وجه الخصوص، حيث يرجع السبب في ذلك لتوفر هذه المادة في العديد من المدن الهندية، إذ تنتشر مقالعها في أماكن عديدة من أبرزها فاتح بور سكري وآجرا.
ولقد استعمله المعمار المسلم في عمارة المساجد في مواطن مختلفة، حيث نجده مستخدماً كمادة أساسية في بناء الجدران وفي تبليط الأرضيات فضلاً عن تغليف بعض الجدران المشيدة من الحجارة الكلسية. كما أن الحجر الرملي بشكل عام حجر رسوبي يتكون من حبيبات رملية مستديرة أو زاوية ملتصقة ببعضها البعض، لذلك يختلف الحجر الرملي اختلافاً بيناً في لونه وصلادته ومتانته، فوجود السليكا يجعل لونه فاتحاً ويجعله صلداً صعب التشغيل.
قوة وتحمل الحجر الرملي الأحمر
يمتاز هذا النوع بمقاومته العالية للأحجار المختلفة ضمن العوامل الجوية، كما تتوقف قوة تحمل الأحجار على تكوينها وتركيب نسيجها، حيث تعتبر مستويات الأنفصال في ذلك التركيب من العوامل التي تقلل من المتانة وهو ما يعرضها إلى التفتت عند تسليط الضغط عليها.