وصف الحمامات الإسلامية القديمة:
من المنشآت التي حضيت بالعناية والتطور في العصور الإسلامية الحمامات العامة التي انتشرت بسرعة، وقد عرف الحمام العربي في العهد الأموي والعباسي، كما أن أقدم حمام إسلامي بني في بلاد الشام هو حمام قصير عمرة الذي لا يزال قائماً حتى الآن، حيث يوجد بالقرب من البحر الميت على بعد 65 كم من عمان.
كما نشاهد آثار معمارية للحمامات التي كانت ملحقة بالقصور الأموية في سورية مثل حمام قصر الحير الغربي الذي بناه الخليفه الأموي هشام بن عبد الملك، واستمدت الحمامات العربي في العهد الإسلامي أصولها من النمط الرماني للحمامات، لكنها تميزت بميزات محلية عرف بها الفن السوري والفن الرافدي من حيث نمط البناء.
ومن نماذج الحمامات قبل الإسلام حمامات تدمر وبصرى، وقد تألفت هذه الحمامات من ثلاثة أقسام: القسم الحار والقسم البارد والقسم المعتدل، أما تقسيم الحمامات بعد الإسلام فقد قسم هو الآخر إلى ثلاثة أقسام: القسم الداخلي وهو القسم الحار، أما الخارجي أو البراني فهو القسم البارد والقسم الوسطاني وهو القسم المعتدل، كما أن الحمامات بعد الإسلام تميزت بصورة خاصة بانعدام المغاطس.
خصائص الحمامات الإسلامية القديمة:
ارتبطت وظيفة الحمامات في الحضارة الإسلامية بالأمور الاجتماعية والدينية، فلم تقتصر على تنظيف الجسم فقط بل أصبحت وسيلة للاستعداد للعبادة، وكان لهذا الأمر تأثير واضح في تطور وتكون أجزاء الحمام وبعض حوائجه، كما كان للحمام العربي أثر في الحياة الاجتماعية عند الناس قديماُ، حيث بُنيت على أوضاعه وأحكامه أمثال وأشعار وقصص وتقاليد شعبية عُرف بها الأدب العربي الفصيح والآدب الشعبي.
كما ذُكر في المصادر التاريخية أن عدد الحمامات في بغداد قد بلغ ما يفوق عن عشرة آلاف حمام وذلك في عام 360 هجري/ 970 ميلادي، وهي درجة من المدنية لا تقاس بها كل المدنيات القائمة في ذلك الوقت، كما أنه لا يزال لغاية اليوم الكثير من الحمامات العربية القائمة في المدن السورية، بعضها في قمة الفن والعمارة وأصول توزيع المياه، كما كان من أشهر هذه الحمامات في دمشق القديمة حمام النوري، كما وجد حمامات رائعة في مدينة حلب من أهمها حمام الناصري (اللبابيدي).