وصف الزخارف في العهد العثماني:
يبرز في العهد العثماني خصائص جديدة هي استمرار لخصائص الفن السلجوقي، فالمآذن أصبحت نحيلة ممشوقة القوام وشاهقة الارتفاع كمئذنتي التكية السليمانية، وانتشرت الخانات في أرجاء دمشق وتفنن المصممون في زخرفتها وتزيينها بالقباب والعقود والحليات المعمارية والحجرات الملونة كخان أسعد باشا في سوق البزورية وخان الجمرك في جادة سوق الحرير.
وشاع شكل جديد من العقود المطورة عن العقد التيودوري أو العباسي، فأصبح الضلعان المستقيمان مقعران قليلاً نحو الخارج، كما نشهد نموذجاً لها عقود القاشاني الذي يعلو نوافذ التكية السليمانية، كما تراجع استخدام الأقواس المدببة المتجاورة، وحل مكانه استعمال العقد الدائري المتجاور.
سمات الزخارف الإسلامية في العهد العثماني:
وظهرت أنماط جديدة من تيجان الأعمدة ومقرنصاتها كما في بوابة عمد أروقية التكية والمدرسة السليمانية وبوابة جامع سنان باشا، كما انتشرت الزخرقة بالقاشاني الأزرق والأخضر بعروق نباتية وأزهار، كما كسيت به جدران الحمامات كحمام القيشاني في سوق الحرير، كذلك جذع مئذنة فريدة في مظهرها هي مئذنة جامع سنان باشا وفي أعلى نوافذ التكية السليمانية، إلى جانب القاشاني الذي استمر في استعمال المشقف، وهو الفسيفساء الرخامية وكذلك النقش الحجري للرسوم الهندسية.
وطور نوع جديد من الأبلق، وقد سمي بالأبلق الكاذب؛ لأنه يعتمد على إملاء الزخارف المحفورة ضمن الحجر بمادة ملاطية ذات لون مغاير بدلاً عن استعمال حجر بلون آخر كما كان الحال في أبلق العهد المملوكي، وشاع استعماله في تزيين الواجهات والجدران الداخلية في البيوت الكبيرة والقصور كقصر العظم أسفل سوق البزورية.
وتراجعت زخرفة الخشب بالحفر والتطعيم، وحلت محلها زخارف العجمي التي تعتمد على طلاء العروق النباتية والأشكال التوريقية بالألوان وتوشيتها بلون الذهب في السقوف والجدران الداخلية للبيوت الدمشقية الكبيرة، وخلافاً لآراء بعض الباحثين حول اختفاء الزخرفة الإسلامية من مشيدات دمشق خلال النصف الأول من هذا القرن، حيث يقال أن هذه الآراء مبالغ فيها بعض الشئ، فلقد أقيم أو جدد في تلك الفترة عدد لا يستهان به من المساجد والمآذن والمباني على طراز العمارة الإسلامية كجامع السقيفة المجدد سنة 1944 ميلادي وجامع العفيف المجدد سنة 1950 ميلادي.
وعاد الانتعاش إلى العمارة الإسلامية المعاصرة في مشيدات الجوامع والمساجد الكبرى في دمشق.