عمارة القصور في المدينة المهدية

اقرأ في هذا المقال


وصف القصور في العمارة المهدية:

أشارت المصادر إلى أن عبيد الله المهدي تابع إنشاء المنشآت الأخرى في مدينته مثلما تابع إنشاء السور والمسجد الجامع وشبكة الماء، ومن أهم هذه المنشآت قصر الخلافة وغيره من القصور فبنى قصره المعروف به الذي كانت به طباق من ذهب.

كما تشير إلى أن ابنه القاسم بنى بإزاء قصر أبيه عبيد الله قصره المعروف به وبينهما فسحة، ويذكر ياقوت بعض الملامح المعمارية لهذه القصور فيذكر أن عبيد الله المهدي بنى بالمهدية قصوراً عالية، وهذه الروايات تجد اهتمام الخلفاء الفاطميين بعمارة القصور الضخمة والفخمة، وذلك في إطار توظيف العمارة لأغراض دعائية سياسية، والتي تعلن عن قيام دولة فتية وخلافة ثالثة أسسها عبيد الله المهدي لتمد نفوذها على العالم الإسلامي السني.

ويهمنا أن نشير إلى سمة تخطيطية مهمة في هذه المدينة، والتي تتمثل في بناء قصرين أحدهما للخليفة والآخر لابنه وبينهما ميدان فسيح “فسحة” وهو ذات التخطيط الذي تكرر في مدينة القاهرة، حيث بنى القصر الشرقي الكبير للخليفة المعز وبنى بعد ذلك القصر الغربي لابنه العزيز وترك فيما بين القصرين ميدان عرف بميدان بين القصرين.

وقد تسبب إطلاق مسمى بين القصرين في حدوث خلط لدى بعض الباحثين بين استخدام المسمى وبين رؤية التخطيط والمتماثلة في بناء قصر الخليفة، يواجهه قصر لابنه وبينهما فسحة أو ميدان، فقد استخدم ابن دقماق مسمى بين القصرين أثناء وصفه لمكان بالفسطاط، والذي كان يضم قصراً لعبد الله بن عمرو بن العاص وقصراً آخر لعمر بن مروان بن الحكم كان بينهما مكان سماه ابن دقماق بين القصرين نسبة إلى هذين القصرين.

خصائص القصور في مدينة المهدية:

قد ذكر البكري بعض التفاصيل المعمارية الخاصة بقصر عبيد الله المهدي فيذكر أن قصر عبيد الله كبير بابه غربي، وقصر ابنه أبي القاسم بإزائه بابه شرقي بينهما رحبة فسيحة، ويكشف هذا الوصف عن بعض الملامح المعمارية التي يتسم بها القصر ومنها أنه كان يضم عدة مباني، كما أشار البكري إلى سمة أخرى مهمة، وهي أن هذه المباني تتسم بالسرية أي أن فيها عنصراً ووحدات اهتم بجعلها غير معلومة.


شارك المقالة: