القلاع الأثرية في اليمن

اقرأ في هذا المقال


شهدت اليمن خلال فترات تاريخها الإسلامي الكثير من الصراعات السياسية التي نتجت عنها الحروب المتكررة من أجل الوصول إلى الحكم والسيطرة على الأرض والمال، وبسبب هذه الأوضاع غير المستقرة اهتمت الدويلات اليمنية المتعاقبة بعمليات تشييد الاستحكامات الحربية كظاهرة دفاعية لا يمكن الاستغناء عنها.

خصائص قلاع مدينة تهامة في اليمن

مجال تهامة الواسع الذي يطل على ساحل البحر الأحمر لم يكن بمعزل عن اهتمام تلك الدويلات؛ لكنه بدا أكثر وضوحا عندما بدأت الحملات العسكرية العثمانية على السواحل اليمنية عام (1538م)، واستمر ذلك الأمر حتى بعد خروجهم الثاني من اليمن عام (1918م)، وقد مثل إنشاء القلاع في تهامة الحلقة الأبرز التي ساعدت القوى السياسية الحاكمة خلال الفترة التاريخية (945 – 1336ه/ 1538- 8م)، على صد أغلب الهجمات الحربية الأجنبية التي تعرض لها المجال الساحلي وغارات القبائل المتكررة على المناطق الداخلية.

مما لا شك فيه أن هذه القلاع تمثل إنتاجاً معمارياً وفنياً صادقاً، يُعبر عن المراحل الحضارية التي مرت بها منطقة تهامة؛ وتظهر أهميتها في كونها تكشف لنا جوانب مهمة من الأوضاع السياسية التي سادت في ذلك الوقت، وهي بحق تبرز بعض مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وارتبطت الأشكال البنائية للوحدات الدفاعية في القلاع بشكل وثيق بتطور الوسائل والأسلحة المستخدمة في الحروب، كما تعكس مستوى الإبداع الذي وصلت إليه فنون العمارة المحلية من خلال الأساليب المستخدمة في البناء وطرق تنفيذ عناصرها المعمارية والدفاعية.

وصف القلاع الحربية في تهامة اليمن

وبالرغم من الأهمية التاريخية لهذه المآثر إلا أنّها لم تجد الاهتمام اللازم، حيث صارت تتعرض في كل لحظة للتهدم والتخريب، وأضحت في أشد الحاجة إلى تناولها بالدراسة المتعمقة ليس فقط من أجل الكشف عن دورها التاريخي والاستراتيجية الدفاعية التي أَتُبعت في بنائها بل لبيان أهميتها مستقبلاً وكيفية الاستفادة منها في العديد من الجوانب لاسيما الجانب التنموي.

إنَّ المفهوم السائد لدى ساكنة سهلٍ تهامة – في الوقت الراهن – هو عودة جميع القلاع التراثية إلى مرحلة الوجود العثماني في اليمن، وساعد على تعميق هذا المفهوم عدم إنجاز دراسات علمية دقيقة وحفريات أو أسبار أثرية في هذه المواقع باستثناء قلعة زبيد، نعتقد أن هذا الأمر أحد الأسباب الرئيسية التي أدَّتْ إلى عزوف الباحثين عن تناول موضوعات تتعلق بالعمارة الدفاعية ليس في هذه المنطقة وحسب بل في أغلب مناطق اليمن التي شهدت قلاعها أطواراً حضارية متعاقبة.


شارك المقالة: