أنشئ المسجد الجامع بالقيروان مع إنشاء المدينة بالعصر الأموي والذي تم في سنة 55 هجري، واحتاج المسجد إلى ترميم وتوسعة، ففي عام 84 هجري قام حسان بن النعمان بعمل بعض الإصلاحات في المسجد ثم قام بشر بن صفوان عام 105 هجري بتوسعة المسجد في الاتجاه الشمالي على حساب مساحة كبيرة في هذا الاتجاه اشتراها بشر وأضافها إلى مساحة المسجد، كما أنشأ صهريجاً في صحن المسجد ويعرف اليوم باسمه المأجل القديم كما أنشأ صومعة للمسجد في الجهة الشمالية.
خصائص مسجد القيروان
يشغل مسجد القيروان مساحة مستطيلة غير منتظمة التربيع، حيث يبلغ طول المسجد من الجانب الشمالي الشرقي 121.8 متر من الجنوب الغربي 120.5 متر ويبلغ عرض المسجد في الجهة الجنوبية الشرقية (حائط القبلة) 70.28 متر ومن الجهة الشمالية الغربية 65.60 متر.
وحوائط المسجد من الخارج تدعمها دعامات ساندة لا تتوزع بانتظام على هذه الحوائط، كما أنها تختلف من حيث حجمها وظاهرة دعم الحوائط الخارجية للمساجد بدعامات ظاهرة معمارية بدأت في العصر الأموي واستمرت في عمارة المساجد في العصر العباسي.
وتخطيط المسجد حالياً يشتمل على أربعة أورقة أكبرها رواق القبلة ويتكون هذا الرواق من سبعة عشر بلاطة عمودية على جدار القبلة أوسطها أوسعها، وبطرفي هذه البلاطة قبة ويشتمل هذا الرواق على أهم العناصر المعمارية التي ترجع إلى عهد الأغالبة كالمحراب والقبة التي تتقدم المحراب وكذلك قبة البهو.
الوصف المعماري للمسجد الجامع بالقيروان
قد أضيفت الأروقة الجانبية في وقت متأخر ولا ترجع للعصر العباسي، حيث ظل الجامع مكوناً من الصحن ورواق القبلة فقط، وهذا الشكل يختلف عن تخطيطات المساجد في الشرق الإسلامي الذي أصبح تخطيطها متمسكاً بنظام الأروقة الأربعة ابتداء من إعادة بناء مسجد الكوفة على يد زياد بن أبيه سنة 80 هجري.
وربما يفسر هذا التوجه نحو هذا التخطيط زيادة عمق رواق القبلة زيادة واضحة واتجاه البائكات اتجاهاً عمودياً على جدار القبلة حتى يمكن الاستفادة من الصحن في التهوية وإضاءة المسجد بأقصى صورة ممكنة، ولعل هذا يفسر سبب توسعة رواق القبلة بمد بائكاته على حساب الصحن وعدم إنشاء أروقة القبلة جانبية في عهد الأغالبة.