تصميم المنشآت المائية في مدينة المهدية

اقرأ في هذا المقال


خصائص المنشآت في مدينة المهدية:

كان تزويد المدينة بالماء من أهم محاور التخطيط، وقد ذكر ابن الربيع أن على مخطط المدينة الإسلامية أن يراعى توفير مصدر الماء العذب الذي يغذيها بما تحتاج إليه من ماء، ثم يقوم المخطط بعد ذلك بتوصيل الماء إلى المدينة ليسهل تناوله دون عسق.

وقد حرص عبيد الله المهدي على توفر مصدر الماء لمدينته وتسهل توصيله إليها وتخزينه بها ويؤكد المؤرخون على هذه الحقيقة فيذكر أن عبيد الله المهدي “جلب الماء الجاري إلى مدينته من قرية ميانش وهي على مقربة من المهدية في أدل وأقداس ويصب في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها، ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب، وكذلك يسقى أيضاً من قرية ميانش من الآبار بالدواليب يصب في محبس تجري منه الماء إلى تلك القناة”

ويكشف هذا الوصف للبكري والياقوت عن أن مصدر الماء الذي يغذي مدينة المهدية كان من آبار قرية ميانش، ويرفع الماء من هذه الآبار بواسطة الدواليب ويجري في قناة تنتهي إلى مواجل أو جباب أو صهاريج بالمدينة لتخزينه بكميات تكفي حاجة المدينة لفترة معينة.

وكان الماء يرفع من مواضع تخزينه إلى المباني التي يغذيها بالدواليب، وفي ذلك ما يشير إلى وجود منظومة معمارية من المنشآت المائية من الآبار والسواقي والمواجل والقنوات تمثل شبكة مياه متكاملة تبدأ من المصدر في قرية ميانش، وتنتهي إلى المنشآت المعمارية بالمدينة كل حسب حاجتها.

وصف المنشآت المائية في مدينة المهدية:

ونظراً لأن مصدر الماء كان خارج المدينة وكان التحوط من خطورة السيطرة على هذا المصدر قبل الأعداء أثناء حصار المدينة، وقد أدرك عبيد الله المهدي هذا الخطر إدراكاً واضحاً فخطط لتجنب هذا الخطر بإنشاء العديد من الصهاريج والمواجل والجباب داخل المدينة لتخزين أكبر كمية من الماء تكفى المدينة أطول مدة ممكنة وقت الحصار.

ولعل في هذا ما يفسر سبب كثرة المواجل والصهاريج بهذه المدينة بشكلٍ واضح، حتى أن البكري وياقوت يذكران أن عددها بلغ ثلاثمائة وستين موجلاً غير ما يجري إليها من القناة التي فيها، ويؤكد على ذلك أيضاً التيجاني فيذكر أن عبيد الله ملأ الجباب بالماء ثم أمر بحفظها لم تفتح إلا في أيام أبي يزيد ولولا ذلك لما أطاقوا الحصار.


شارك المقالة: