تخطيط حارات القاهرة الفاطمية

اقرأ في هذا المقال


وصف حارات القاهرة الفاطمية

استخدم مصطلح الحارة استخداماً واضحاً في التخطيط أو التقسيم العمراني للمدن العربية الإسلامية، وظل مستخدماً إلى وقت قريب في المدن والبلاد بالجزيرة العربية التي يغلب الطابع القبلي على تصنيف سكانها، والحارة وحدة تقسيم في التخطيط العمراني أكبر من الخطة، والتي هي وحدة تقسم أخرى ولكن بحجم أصغر عرفت في التخطيط أو التقسيم العمراني للمدينة العربية الإسلامية منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو تقسيم له سوابقه العربية في المدن العربية القديمة تتمثل في أرباع المدن جمع “ربع”، وفي إطار ما سبق كانت الحارة وحدة تقسيم أو التخطيط العمراني للمناطق السكنية في مدينة القاهرة.

وفي إطار هذه الرؤية للتخطيط العمراني للمناطق السكنية في مدينة القاهرة كان توصيف الرحالة والمؤرخين والجغرافيين لهذه المناطق واستخدام مصطلح الحارة كأكبر وحدة في التقسيم، حيث إنها يمكن أن تضم وحدات تخطيطية بتقسيم أصغر كالخطة، وفي إطار ذلك يمكن أن تستوعب الحارة أكثر من خط، وزاد التوجه نحو استخدام هذا المصطلح الأخير، كلما تقدم وزاد عمران المدينة وتشعبت تقسيمات حارتها، ونلحظ هذا بصفة خاصة في أوصاف المقريزي (روائي) لما حدث بحارات القاهرة في النصف الثاني من العصر الفاطمي، وكذلك العصريين الأيوبي والمملوكي.

خصائص حارات القاهرة الفاطمية

وقد ذكر ناصر خسرو (روائي) أسماء حارات القاهرة، حيث ذكر أن في القاهرة محلات ويسمون المحلة (حارة) وحارات القاهرة هي: حارة برجوان وحارة زويلة وحارة الأمراء وحاة قصر الشوق وغيرها.

ويصف المقريزي (روائي) حارات القاهرة وصفاً تفصيلياً، وهو ما يسجل بالإضافة إلى ما كانت عليه حارات القاهرة في العصر الفاطمي ما حدث لها من تطور أو تغير عمراني ومعماري في العصرين الأيوبي والمملوكي، فيذكر أن الحارة برجوان منسوبة إلى الخادم برجوان أحد رجالة الدولة الفاطمية.

وهذه الحارة كان بها الدار التي سكنها أمير الجيوش بدر الجمالي، وتعتبر داره من أهم المنشآت المعمارية بمدينة القاهرة، وهذه الحارة تشغل قطاعاً كبيراً من القاهرة في الجهة الشمالية الغربية، حيث إنها اليوم تقع بشارع برجوان وحارة برجوان وما يخرج منها من العطف والازقة، حيث يعني ذلك أن بعض المناطق بقيت مناطقها محتفظة بمسماها حتى الآن.


شارك المقالة: