حصن باب الجراد

اقرأ في هذا المقال


يقع هذا الحصن بجانب السور الغربي للمدينة، ولم يبق منه إلا برج صغير يبرز عند سوره الغربي بحوالي 2 متر، هذا ولم تشر المراجع إلى مشيد هذا الحصن وتريخ بنائه إلا أننا نرجح أنه بني من طرف خير الدين بربروس، والذي تشير الكثير من النصوص إلى أن المدينة عرفت في عهده تطوراً كبيراً، إذ بعد استلائه على مستغانم قام بإنشاء بعض الحصون والأبراج ووضع عليها قوة عسكرية للدفاع عنها.

وبما أن هذا الحصن كان يشغل الجهة الغربية فربما بني خصيصاً لاحتمال أي هجومات من طرف الإسبان الذين كانت مدينة وهران لا تزال تحت سيطرتهم.

خصائص حصن باب الجراد:

وتجد الإشارة أن هذا الحصن أغفلت الكثير من النصوص الحديث عنه، ولكن أثناء بحثنا في المجلات التي كانت تصدر بمدينة مستغانم أيام الاحتلال استوقفنا مقال يصف مدينة مستغانم سنة 1845 ميلاي، أمدنا ببعض المعلومات التي استطعنا من خلالها تحديد موقع الحصن وأهميته بالنسبة للمدينة.

ونص هذا المقال: “…. كانت شوارع مدينة مستغانم ضيقة وأبوابها منخفضة وكان شارع واحد يسمح للأوروبيين بالسير هو شارع (Sud Division) الذي بني في نهايته فندق السلطة، كنا نصل إلى هذا الشارع عن طريق مدخل مقوس الذي كان يقطع عرضه الحصن المسمى حصن باب الجراد، وهذا الأخير هدم بعد ذلك بسنوات قليلة، ولم يبقى منه سوى برج صغير يشرف على البحر.

وكان هذا الحصن يشغل كل الفضاء الذي يمتد حتى الوادي، وبذلك أغلق الممر الوحيد الذي نستطيع من خلاله الوصول إلى المدينة، ساحة الجمهورية كانت قريباً لا تذكر وحصن باب الجراد كان يشغل حيزاً كبيراً منها، ولم يكن هناك مبنى البلدية ولا المسرح ولا الكنيسة ولا المنشآت العسكرية، وكانت تمتد هذه المساحة حتى باب معسكر وباب أرزيو.

وبالاعتماد على هذه المعلومات قمنا بجولة ميدانية إلى موقع الحصن الذي لم يبق منه سوى برج واحد كما ذكرنا سابقاً، وبعد تقييم المعالم التي ورد ذكرها في النص وما تزال قائمة إلى اليوم مثل دار البلدية والكنيسة وساحة الجمهورية (وسط المدينة الحالية)، استطعنا بالتقريب تحديد الموقع الذي كان يشغله الحصن، والذي كانت تمتد مساحته إلى غاية حدود وادي عين الصفراء.


شارك المقالة: